يوسف ججيلي - يبدو أن حرب الفاعلين في مجال الاتصالات بالمغرب لن تنتهي مع ظهور تكنولوجيات جديدة، فبعد صراع المواقع في ما يخص عروض الهاتف النقال وخدمات الأنترنيت، تخوض «اتصالات المغرب» و«مديتيل» و«وانا» حربا جديدة مرتبطة، هذه المرة، بخدمات تكنولوجيا الجيل الثالث. وأطلقت اتصالات المغرب و«مديتيل» في يوم واحد، أول أمس الأربعاء، عروضهما الخاصة بهذه التكنولوجيا، حيث ركزا على خدمات تقنية استعمال الهاتف النقال مع إمكانية مشاهدة المخاطب والأنترنيت ذات الصبيب العالي، فيما سبق ل»وانا» أن أعلنت عن عروضها للأنترنيت المدرجة ضمن قائمة تكنولوجيا الجيل الثالث الموجهة للمقاولات لأن بنيتها التحتية في الأصل من الجيل الثالث. وكشف عبدالخالق الزين، مدير العلاقات العامة ب «وانا»، عن إطلاق الشركة لعروضها الخاصة بالأنترنيت ذات الصبيب العالي، المرتبطة بتكنولوجيا الجيل الثالث، مسبقة الأداء وبدون اشتراك والتزام، انطلاقا من يوم الإثنين المقبل، وأضاف الزين، في تصريح ل«المساء»، «الخدمة الجديدة ستكون على شكل «مفتاح إي.أس.بي» مبنية على أكبر شبكة من الجيل الثالث موجودة في المغرب». من جانبه، أكد حسن بوشاشية، رئيس قسم التواصل المؤسساتي بالفاعل الثاني «ميديتيل»، أن خدمة التواصل المرئي تحتاج إلى جهاز هاتف نقال ملائم لتكنولوجيا الجيل الثالث متوفر عند «مديتيل»، مضيفا أن «هذه الخدمة لن تكلف الزبون تعريفة إضافية، كما أنه لن يكون على الزبون تغيير الرقم أو بطاقته الهاتفية». وأعلن بوشاشية، في تصريح ل«المساء»، أن تكلفة استعمال خدمة الأنترنيت انطلاقا من الهاتف النقال لن تتجاوز 0.75 درهما للخمس دقائق، أي ما يناهز 9 دراهم للساعة الواحدة، وأشار إلى أن «مديتيل» استثمرت ما يناهز مليار درهم السنة الماضية، وأضافت 50 في المائة على غلافها الاستثماري هذه السنة. وحول تزامن إطلاق «مديتيل» و«اتصالات المغرب» لخدمات تكنولوجيا الجيل الثالث في نفس اليوم، قال بوشاشية «منذ ظفرنا برخصة استغلال هذه التكنولوجيا انكبت «مديتيل» على الإعداد للبنية التحتية اللازمة لها». هذا، وكشف الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات «اتصالات المغرب» عن عروضه المرتبطة بهذه التكنولوجيا الجديدة في بيان صادر عنه أول أمس الأربعاء توصلت «المساء»، بنسخة منه، وأكد أن المشتركين المزودة هواتفهم النقالة بتقنية الوصول السريع لحزم البيانات سيكون بمقدورهم القيام بمكالمات هاتفية مصورة وتحميل الألعاب والنغمات والموسيقى والأفلام بسرعة أكبر واستخدام خدمات الاتصال فائق السرعة بشبكة الأنترنيت. وشددت شركة اتصالات المغرب، التابعة لمجموعة فيفندي الفرنسية على أنها أطلقت خدمات الجيل الثالث للهاتف المحمول في المدن الرئيسية بالمغرب وهي الرباط والدارالبيضاء والمحمدية وأكادير وفاس ومراكش والقنيطرة وتطوان وطنجة والصويرة. وستتمكن ساكنة هذه المدن من الراغبين في الاشتراك في هذه التقنية الجديدة من استعمال شبكة الأنترنيت انطلاقا من هاتفهم النقال كما لهم إمكانية مشاهدة المتصلين بهم من المتوفرين على جهاز هاتف نقال من الجيل الثالث. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن اختيار «مديتيل» و«اتصالات المغرب» للمكالمات المصورة للإعلان عن توفير خدمات مرتبطة بتكنولوجيا الجيل الثالث محاولة منهما «استعراض عضلاتهما» في هذا الاتجاه، خصوصا وأنه سبق ل«وانا» وأن كانت سباقة في الإعلان عن خدماتها الخاصة بالجيل الثالث والموجهة إلى المقاولات بالتحديد. ويشار إلى أن اتصالات المغرب وميديتيل و «ماروك كونكت» فازت بتراخيص، سنة 2006، لتقديم خدمات الجيل الثالث بعدما دفعت كل منها 360 مليون درهم. وفي سياق آخر، يذكر أن مجموعة فيفندي رفعت حصتها في شركة اتصالات بالمغرب من 51 في المائة إلى 53 في المائة. وتواجه اتصالات المغرب منافسة منذ مطلع العقد، لكنها حافظت على حصتها من السوق المغربي التي تظل مهمة مقارنة مع باقي منافسيها وهي تتوسع الآن في بعض البلدان الإفريقية. وتقول الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، إن سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المغرب نمت إلى 35 مليار درهم في 2006، مقارنة مع عشرة مليارات درهم في 1998.