يتوقع الخبراء احتدام الصراع والمنافسة بين الفاعلين في قطاع الاتصالات بالمغرب، خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ كل فاعل يحاول توسيع دائرة زبنائه، على حساب فاعل آخر، اعتمادا على عروض تنافسية جديدة على مستوى الأسعار والخدمات. "" وتؤكد إحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن 12% من المغاربة غيروا اشتراكهم من فاعل قديم إلى فاعل جديد في خدمة الهاتف المحمول، وإن كانت الوكالة لا تحدد بدقة الوجهة الجديدة التي فضلها هؤلاء المشتركون، الذين يعتمدون على خدمات الهاتف النقال بالدرجة الأولى، من أجل بعث الرسائل القصيرة واستقبال المكالمات، في حين تبقى الخدمات الأخرى المتعلقة باستعمال البريد الإلكتروني والأنترنيت محدودة جدا. وتفيد الوكالة في بحث أجرته في الموضوع أن قطاع الاتصالات يعرف تطورا مهما سواء بالنسبة للأسر أو المقاولات، مشيرة إلى أن الاستثمار في قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال ارتفع بنسبة 9% سنة 2008، ويظهر من إحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن 65.7% من الأسر المغربية تتوفر على تجهيزات الهاتف المحمول، مقابل 33% على الهاتف الثابت، وفي المجموع هناك 16.4% من مستعملي الهاتف المحمول يتوفرون على تجهيزات متعددة الوظائف من أنترنيت وهاتف ثابت ومحمول، في حين أن هذه النسبة تتجاوز الضعف عندما يتعلق الأمر بالتجهيز المزدوج المتمثل في الثابت والمحمول. ويبدي الفاعلون في قطاع الاتصالات اهتماما متزايدا بخدمات الأنترنيت اعتمادا على تقنية الجيل الثالث، وتبرز الوكالة أن دمقرطة هذه الخدمة تتوسع يوما بعد آخر، حيث أصبح الإبحار في عالم الأنترنت عملا يوميا تقريبا، حيث إن حوالي 33% من الأشخاص أبحروا على الأقل مرة واحدة خلال سنة 2008، متوقعة أن يصل عدد المشتركين في خدمة الأنترنيت مستقبلا إلى حوالي مليون و600 ألف أسرة، إلا أن الضرورة تقتضي التغلب على بعض الإكراهات خصوصا ما يتعلق بارتفاع أسعار الحواسيب وغلاء الاشتراك والاستهلاك.