روبي تسمتع بإحدى الحفلات الماجنة يبدو أن سليفيو برلسكوني يحصي أيامه الأخيرة كرئيس للوزراء في ايطاليا مع تناقص مساحة صدقيته يوما بعد آخر. وكل هذا مرتبط بعاصفة الاتهامات التي تهب عليه ومفادها أنه مارس الجنس المدفوع الأجر مع قاصر هي الراقصة المغربية كريمة المحروق الشهيرة ب"روبي سارقة القلوب". ------------------------------------------------------------------------ تتناقص مساحة مصداقية رئيس للوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني مع نجاح المحققين في الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بمغامراته النسائية التي كلفته حتى الآن زواجه والتي صفتها الصحافة الإيطالية بأنها تتراوح ما بين "القذر والمرعب". والآن تطالبه المعارضة بالاستقالة، ويطالبه الرئيس جيورجيو نابوليتانو إما بتفنيد الاتهامات مرة وإلى الأبد أو "فعل ما يتعيّن فعله إزاء الأمر". ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن موسسة أخرى مهمة تناولت رئيس الوزراء بالنقد اللاذع وهي الكنيسة الكاثوليكية. فقد نقلت صحيفة "تايمز" البريطانية عن "أفينير" الإيطالية، وهي صحيفة "مؤتمر كبار القساوسة الإيطاليين" وصفها الفضيحة بأنها "إعصار مدمر". وقالت هذه الصحيفة النافذة في افتتاحية لها على الصفحة الأولى: "يقشعر البدن إزاء مجرد الفكرة.. أن الرجل الذي يجلس على قمة المؤسسات الإيطالية كافة متورط في اتهامات تتعلق بالدعارة.. والأسوأ من هذا نفسه، مع فتاة قاصر". ومساء الاربعاء، اتهم برلوسكوني القضاة في نيابة ميلانو ب"استخدام قضية روبي لمهاجمته" لاغراض سياسية، في اشارة الى التحقيق الذي يستهدفه بتهمة استغلال المنصب واقامة علاقة مع فتاة قاصرة. وقال برلوسكوني في فيديو بثته قناة "سكاي تي جي 24"، "لم يكن هناك اي استغلال للمنصب ولا التحريض على الدعارة وخصوصا مع قاصر". ودان "الهجوم الجديد الخطير جدا لقضاة انتهكوا القوانين لاغراض سياسية". واضاف ان "قضاة النيابة يؤيدون استغلال هذه القضية اداة سياسية". وقال انه "في غاية الهدوء"، مؤكدا "انه ليس لديه اي سبب ليشعر بالعار". واكد رئيس الحكومة ان هؤلاء القضاة يحاولون "عكس تصويت الشعب" الذي سمح له بتحقيق فوز في الانتخابات التشريعية في 2008. كما اتهمهم بانهم "انتهكوا المبادىء الدستورية الاساسية" كالحق في الخصوصية، منتقدا التنصت على اتصالات ضيوفه. واضاف "لقد استخدموا تقنيات متطورة جدا كأنهم يريدون اجراء مداهمة في اوساط المافيا"، مشيرا الى التنصت على الاتصالات الهاتفية وتتبع المحققين للهواتف النقالة لضيوفه خلال حفلات اقامها في مقر اقامته في اركوري قرب ميلانو. وفي البرلمان تساءل داريو فرانشيني، الناطق باسم "الحزب الديمقراطي" المعارض: "هل يستطيع رئيس الوزراء حكم ايطاليا بعد ما قرأناه وسمعناه - بغض النظر عما إن كانت الاتهامات الموجهة اليه صحيحة أو مجرد تلفيق ذي غرض"؟ وفي خضم اتهامات أخرى لبرلسكوني بأنه اعتاد إقامة حفلات خاصة ماجنة تعج بالمومسات له وللضيوف في فيلاه سان مارتينو وفيلاه الأخرى آركور بضواحي ميلانو، نشرت وكالة الأنباء الإيطالية "انسا" ما قالت إنه النص الرسمي للائحة الاتهامات التي يوجهها مكتب الادعاء في ميلانو لرئيس وزراء البلاد. وتقول لائحة الاتهام هذه إن برلسكوني "مارس الجنس مع كريمة (روبي) المحروق - عندما كان عمرها يقل عن 18 سنة (بمعنى أنها كانت قاصرا) في مسكنه الخاص آركور بين 14 فبراير / شباط والثاني من مايو / ايار من العام الماضي. وكانت هذه اللقاءات الجنسية مقابل أموال تسلمتها المعنيّة نقدا من جانب المتهم شخصيا أو من جانب ممثله جوزيبي سبينيلي.. إضافة الى تسلّمها منافع اقتصادية أخرى كالحلي وأشياء من هذا القبيل". ونشرت "اسنا" أيضا ما قالت إنه شهادات كاترينا باسكينو، المرأة التي أدت شكواها الرسمية من السرقة الى إلقاء القبض على كريمة المحروق في مايو من العام الماضي. وكان ضمن ما جاء في شهادتها أن المحروق "تفاخرت أمامها بعلاقتها مع صديقها الشهير". وتبعا للوكالة فقد قالت باسكينو في شهادتها: "أذكر أنها قالت إنها على علاقة صداقة وثيقة مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. وقالت إنها زارته مرارا في مسكنه الخاص حيث تتناول العشاء وترقص وتمارس الجنس معه لقاء الكثير من المال". وقد رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على كل هذه التفاصيل الجديدة المدمرة. لكن صحيفة "كوريير ديلا سيرا" نقلت ما زعمت أنه قول رئيس الوزراء لبعض أصدقائه: "يحاولون القضاء عليّ بعنف استثنائي.. هذا شيء غير مسبوق ولا مكان له في بلاد يسود فيها حكم القانون مثل إيطاليا". وقالت الصحيفة إن برلسكوني على قناعة تامة بأن المحققين في ميلانو تلقوا عونا من نوع ما من جانب "جناح معارض" داخل أجهزة الاستخبارات الإيطالية. وقد أُرسلت مدونات لمكالمات هاتفية، أجراها رئيس الوزراء الإيطالي وسجّلت سرا، إلى البرلمان بهدف الحصول على موافقته على تفتيش مكتب ممثله جوزيبي سبينيلي سعيا لإلقاء الضوء على "الحريم" الذي يقيمه برلسكوني في حفلاته الخاصة. ووفقا للصحافة الإيطالية فقد جاء في محادثة هاتفية بين شقيقتين توأمين عن حفلة عشاء في فيلا برلسكوني آركور قول إحداهما: "رأيته، نعم.. كانت هيئته العام الماضي أفضل قليلا. نعم كان بدينا وقبيحا لكنه صار أكثر بدانة وقبحا الآن". لقد اعتاد بيرلكسوني ركوب الأمواج وتعلم فن البقاء في بلاد تغيّر حكوماتها كما يغيّر المرء أرديته. لكن الموجة هائلة وعاتية هذه المرة وتهدد بإطاحة الدون خوان العجوز في غضون أيام ربما... فهل تصبح روبي سارقة القلوب سارقة للمناصب السامية أيضا؟ ايلاف