أشاد رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، بمصادقة مجلس الأمن على قرار تجديد مهمة بعثة المينورسو بدون إدخال أي تعديل، معتبرا أن هذا القرار يسير في "الاتجاه الصحيح" ومن شأنه أن يشجع على إيجاد حل لقضية الصحراء مقارنة مع المشروع الأول الذي رفضه المغرب. وقال كامبون: "أظن أنه تم تحكيم العقل والحكمة في اتخاذ قرار معتدل يشير إلى احترام حقوق الإنسان في الصحراء وفي مخيمات تندوف. إنه قرار يبعث على الارتياح بالمقارنة مع المبادرة التي اتخذها أصدقاؤنا الأمريكيون".
وأكد المسؤول الفرنسي، الذي اطلع بشكل جيد على التقدم الذي أنجزته المملكة في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك داخل الأقاليم الجنوبية وهو التقدم الذي اعترف به القرار الأممي الجديد، أن فرنسا "تفاجأت بشكل كبير" من القرار الرامي إلى توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما "أعرب عنه وزير خارجيتها في لقاء مع نظيره الأمريكي".
وشدد على أن بلاده تعتبر أن المبادرات غير المتشاور بشأنها لاسيما داخل مجموعة أصدقاء الصحراء لم تكن السبيل الأمثل لتحقيق تقدم في هذا الملف، معربا عن ارتياحه لسحب المقترح الأمريكي بعد "رد الفعل المغربي القوي".
وأعرب عن ارتياحه " للعودة إلى وضع يحفز على إيجاد حل"، معربا عن اقتناعه بأن "التصريحات المتسرعة أو غير المتشاور بشأنها لا يمكن إلا أن تقوي موقف الأطراف التي ترغب في تدويل نزاع الصحراء".
وحول دور الجزائر، المدعوة بموجب القرار الجديد إلى الانخراط بشكل بناء في تسوية هذا الملف، أشار كامبون إلى أن مسألة حقوق الإنسان ينبغي تفعيلها من لدن جميع الأطراف، مما يستدعي موافقة الجزائر ودعمها لتفعيل هذه المسألة في مخيمات تندوف لأنها تقع فوق ترابها.
وفيما يخص المغرب، قال كامبون، الذي سبق أن قام، قبل ثلاث سنوات، بزيارة إلى للأقاليم الجنوبية ضمن وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي، إن "السلطات المغربية قامت بمجموعة من الخطوات والمجهودات المهمة"، مشيرا إلى الطريقة التي مرت بها محاكمات المتورطين في الأحداث المؤلمة التي شهدتها العيون وذلك أمام أنظار المراقبين الدوليين.
وعلاوة على المجهودات التي بذلتها المملكة في مجال حقوق الإنسان، أشار كامبون أيضا إلى دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، مبرزا جدية مخطط الحكم الذاتي، الذي تدعمه فرنسا، كحل لتسوية قضية الصحراء.
كما أعرب عن إعجابه بالمجهود التنموي الذي قام به المغرب لفائدة الساكنة المحلية بالعيون والداخلة وبالتطور الذي تحقق في مجال التجهيزات والبينات التحتية الاستشفائية والتكوين ومعالجة المياه.
وأضاف: "ينبغي على أصدقائنا المغاربة أن يبذلوا مزيدا من الجهود للتعريف بالمنجزات التي تحققت والتي تستحق الإشادة".