أعلن رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، أن أعضاء وفد المجموعة، الذي أنهى، أخيرا، زيارة استطلاعية للأقاليم الجنوبية للمملكة..كريستيان كامبون يتحدث في ندوة صحفية بمراكش (المختاري) قرروا التجند، لدى الهيئات الدولية، للدفاع عن المقترح المغربي للحكم الذاتي الرامي إلى إيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء. ودعا كامبون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الجزائر و"البوليساريو" إلى "تيسير التفاوض" حول هذا المقترح، الذي أشاد به المجتمع الدولي، ووصفه ب"الجدي وذي المصداقية". وقرر أعضاء المجموعة، الذين يمثلون حساسيات سياسية متعددة، لدى عودتهم إلى فرنسا، بعد الزيارة، التي قادتهم إلى الأقاليم الصحراوية، خلال الفترة من 15 إلى 18 شتنبر الجاري، تنظيم ندوة دولية بباريس لإبراز وجاهة المبادرة المغربية. وقال كامبون، في هذا الصدد، "هناك العديد من العوامل، التي تدفعنا إلى دعم هذا المشروع"، مضيفا أن الزيارة، التي قام بها وفد المجموعة للأقاليم الجنوبية للمملكة، "زادتنا قناعة بهذا الأمر". وأردف "نعتقد أنها مبادرة إيجابية يتعين تشجيعها، سيما أن المقترحات السابقة بما فيها الاستفتاء حول تقرير المصير، لم تفض إلى أي نتيجة"، كما أن المشروع المغربي، يؤكد كامبون، تعززه "أهمية الاستثمارات، التي أنجزتها السلطات المغربية بهدف تنمية الأقاليم الجنوبية، التي ستستفيد في إطار هذه المبادرة من حكم ذاتي موسع فريد من نوعه في العالم". وبعدما عدد جملة من المشاريع التنموية السوسيو اقتصادية، التي انطلقت بالمنطقة، (توسيع ميناء العيون، بنيات تحتية طرقية، سكن اجتماعي، ومشاريع لخدمة الشباب...)، قال كامبون "اندهشنا، خلال زيارتنا للعيون والداخلة"، بهذا الاستثمار الهائل، الذي من شأنه تحسين ظروف عيش السكان". ويرى كامبون أن المغزى الآخر المستخلص من هذه الزيارة يتمثل في ضرورة "مراعاة البعد الإنساني للوضع" داخل مخيمات تندوف جنوبالجزائر. في هذا السياق، أكد وجود "عشرات الآلاف من الصحراويين المحتجزين قسرا في المخيمات"، مشيرا إلى حالة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى بشرطة "البوليساريو"، الذي جرى اختطافه لدى عودته إلى مخيمات تندوف، لأنه تحلى بالشجاعة وجهر بالدفاع عن المبادرة المغربية للحكم الذاتي . واعتبر كامبون أن هذا المثال يبرز أن "وضعية حقوق الإنسان ليست على ما يرام بتندوف". ودعا رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ الفرنسي، المنتمي إلى الأغلبية، المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى التوجه صوب مخيمات تندوف قصد إجراء تحقيق حول وضعية حقوق الإنسان. كما عبر، من جهة أخرى، عن انشغاله إزاء الوضع المنفلت بمنطقة الساحل والصحراء، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن هذه المنطقة "في حاجة إلى الأمن لمواجهة ظاهرة الإرهاب"، الذي لا يهدد دول المنطقة فحسب، بل، أيضا، أوروبا "كما يشي بذلك تكاثر عمليات الاختطاف، التي تستهدف في الآونة الأخيرة المواطنين الأوروبيين. ويرى كامبون أنه في ظل هذه الظروف، فإن "وجود مغرب قوي هو ضمانة للأمن في المنطقة". وكان أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي عبروا، بمناسبة زيارتهم للأقاليم الجنوبية للممملكة، عن قلقهم إزاء تنامي ظاهرة الإرهاب بمنطقة الساحل، واعتبروا أن حل قضية الصحراء، في إطار السيادة المغربية، من شأنه المساعدة على إيجاد آليات مشتركة لمحاربة الإرهاب في هذه المنطقة، واستتباب الأمن والسلام في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. ووصفوا هذه الزيارة ب"المثمرة جدا"، سيما أنها "مكنت من الوقوف على حجم الجهود، التي بذلها المغرب من أجل تحقيق التنمية المستدامة بهذه المنطقة"، مجددين دعم فرنسا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، باعتبارها "أرضية جدية" لتسوية قضية الصحراء. وكان الوفد الفرنسي عبر للحكومة المغربية عن إعجابه ودعمه للأوراش الكبرى، التي انخرطت فيها بمختلف القطاعات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا للمبادرات التنموية، التي لم تقتصر على التنمية الاقتصادية بل شملت الشق الاجتماعي. وعقد أعضاء الوفد الفرنسي، خلال زيارته للمملكة، التي جاءت تلبية لدعوة من مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس المستشارين، سلسلة من اللقاءات مع نظرائهم المغاربة ومع أعضاء من الحكومة، والمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وكذا المنتخبين المحليين، وممثلي المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، والأشخاص الملتحقين بوطنهم الأم. ومكنت هذه اللقاءات الوفد الفرنسي من التعرف بشكل دقيق على فحوى المقترح المغربي للحكم الذاتي، كما عاينوا عن كثب مشاريع تطوير البنيات التحتية، والأوراش المهيكلة ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، التي أطلقها المغرب لفائدة سكان الصحراء المغربية. فضلا عن كامبون، ضم الوفد الفرنسي النواب جان بيير شوفو، وألان غورناك، وجاكي بيير، وكلود جانيروت، وباريزا خياري، وجان بيير بلانكاد، وكاترين موران دوسايي. وينتمي أعضاء الوفد الفرنسي للمجموعات البرلمانية للاتحاد من أجل حركة شعبية (الحاكم)، والحزب الاشتراكي (معارضة يسارية)، واتحاد الوسط، والتجمع الديموقراطي والاجتماعي الأوروبي.