وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ رسالة سامية إلى المشاركين في حفل افتتاح الكنيسة اليهودية "صلاة الفاسيين" بعد ترميمها٬ بفاس.
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها٬ اليوم الأربعاء٬ رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران:
"الحمد لله وحده ٬ والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه٬
أصحاب المعالي الوزراء والسفراء وممثلي الدول الصديقة٬
أصحاب الفضيلة الحاخامات وممثلي الطائفة اليهودية المغربية٬
حضرات السيدات والسادة٬
يسرنا أن نرحب بجميع المشاركين المرموقين في هذا الاحتفال البهيج٬ بمناسبة افتتاح الكنيسة اليهودية "صلاة الفاسيين" بعد ترميمها.
هذا الافتتاح الذي أضفينا عليه رعايتنا السامية٬ نظرا للاهتمام الخاص الذي نوليه لحماية التراث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية الأصيلة التي ظلت تحظى بالاعتبار والاحترام لدى أسلافنا الميامين.
ونود ٬ بهذه المناسبة ٬ أن نشيد بهذه المبادرة الحميدة التي تفضلت "مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي" بإنجازها٬ منوهين بتضافر الجهود المشكورة لكل من حكومة الجمهورية الفدرالية الألمانية والشخصيات والمؤسسات الرفيعة التي ساهمت في الحفاظ عليها وتجديدها٬ باعتبارها معلمة تاريخية تم تشييدها خلال القرن السابع عشر. وإن دل ذلك على شيء ٬ فإنما يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية ٬ هذا التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر بالمغرب وعبر طقوسه وخصوصياته٬ إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام.
إنها الخصوصية العبرية التي تشكل اليوم٬ وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة٬ أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية. وفي هذا الاطار٬ ندعو إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الأخرى لتصبح ٬ ليس فقط مكانا للعبادة٬ وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي ولإحياء القيم الحضارية للمغرب.
حضرات السيدات والسادة٬
إن التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة٬ تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة٬ في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد التي قلدنا الله أمانتها.
وبصفتنا أميرا للمؤمنين٬ الملتزم بحماية حمى الملة والدين٬ والمؤتمن في نفس الوقت على حرية ممارسة الشعائر لكل الديانات السماوية٬ بما فيها اليهودية التي يعتبر معتنقوها الأوفياء من المواطنين المشمولين بموصول رعايتنا وسابغ رضانا ٬ فإننا نؤكد لكم أنكم ستجدون في جلالتنا الراعي الأمين والحريص على نصرة هذه المبادئ المثلى.
وإذ نجدد لكم سابغ عطفنا ورضانا٬ فإننا ندعو الله تعالى أن يكلل جهودكم بالتوفيق٬ خدمة للصالح العام.