نوه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بافتتاح الكنيسة اليهودية "صلاة الفاسيين"،بفاس، بعد ترميمها، مشيدا بهذه المبادرة، التي وصفها بالحميدة، التي قامت "مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي" بإنجازها. كما نوه الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى المشاركين في حفل افتتاح هذه الكنيسة اليهودية،" بتضافر الجهود المشكورة لكل من حكومة الجمهورية الفدرالية الألمانية والشخصيات والمؤسسات الرفيعة التي ساهمت في الحفاظ عليها وتجديدها٬ باعتبارها معلمة تاريخية تم تشييدها خلال القرن السابع عشر." وأردف العاهل المغربي ،في هذه الرسالة التي تلاها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية،إن ذلك إن دل على شيء ٬" فإنما يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية ٬ هذا التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر بالمغرب وعبر طقوسه وخصوصياته٬ إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. إنها الخصوصية العبرية التي تشكل اليوم٬ وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة٬ أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية. " وفي هذا الاطار٬ دعا الملك محمد السادس " إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الأخرى لتصبح ٬ ليس فقط مكانا للعبادة٬ وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي ولإحياء القيم الحضارية للمغرب". وأوضحت الرسالة الملكية،"أن التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة٬ تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة٬ في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد التي قلدنا الله أمانتها." وخلص الملك محمد السادس، في ختام رسالته، إلى أنه بصفته أميرا للمؤمنين٬ الملتزم بحماية حمى الملة والدين٬ والمؤتمن في نفس الوقت على حرية ممارسة الشعائر لكل الديانات السماوية٬ بما فيها اليهودية التي يعتبر معتنقوها الأوفياء من المواطنين المشمولين بموصول رعايته وسابغ رضاه ٬ فإنه يؤكد للحاضرين في حفل الافتتاح، أنهم ستجدون فيه الراعي الأمين والحريص على نصرة هذه المبادئ المثلى. *تعليق الصورة: العاهل المغربي الملك محمد السادس.