أفادت التحقيقات الأولية التي بوشرت مع المتهمين الثمانية المكونين لخلية "أنصار الشريعة" التي أعلن عن تفكيكها مؤخرا، والتي تضم 8 أشخاص، عن اعترافات بالغة الخطورة لأفراد الخلية، حول مخططاتهم التي أفشلتها مصالح الأمن مباشرة بعدما أعلن عن اعتقالهم وتقديمهم للتحقيق.
وحسب افادات الإعتراف الأولي، للعناصر الموقوفة فإن افراد الخلية كانوا على اتصال مباشر مع ثلاث مشتبه فيهم مازالوا رهن البحث والتحري أحدهم الجزائري، والآخر مصري، والثالث مغربي مقيم بالديار الأروبية.
وهؤلاء الثلاثة هم من كانوا يزودون افراد الخلية بالمخططات الخاصة بطريقة صنع المتفجرات وطريقة تفجيرها عن بعد تماما بنفس طريقة التفجير الذي عرفته مدينة مراكش بمقهى أركانة.
وجاءت الإعترافات بأن المصري المكون الأساسي للخلية أرسل لأفرادها في المغرب في شهر يونيو 2012 موسوعة خطيرة جدا تعتمد طرق وكيفية صنع المتفجرات القوية، وكذلك كيفية خلط المحاليل لصنع التسممات التي كان يخطط لأجل تسميم بعض الجنود للهجوم على الثكنات، وهذه الموسوعة يطلق عليها إسم "عبد الله ذو البجادين.
كما أن الإعترافات الأولية للمتهمين تؤكد أن اعضاء الخلية كانوا منهمكين في البحث عن المعادلات الكيماوية على شبكة الأنترنيت، بل أن المحققين توصلوا الى مجلد خاص في حوزة أحد أفراد الخلية بمدينة القصر الكبير، ويحتوي على مئات المعادلات الكيماوية الخاصة بصنع المتفجرات، وأن هذا الأخير كان على وشك تجريب التفجيرات بمدينة أسا جنوب البلاد، حيث كان يتردد على متاجر المدينة لإقتناء المواد الأولية التي تصنع منها المتفجرات، وحول اختياره لمدينة أسا اعترف المتهم، أنها مدينة بعيدة عن أعين السلطات وقريبة من مواقع التدريبات المشتركة المغربية الأمريكية لمدينة طانطان، وأنه كان يخطط رفقة أعضاء الخلية للهجوم على ثكنة بمدينة الريش، بعدما يكون قد سمم الجنود المرابضين في الحراسة ثم سرقة السلاح والذخيرة لهدف اختطاف مواطنين وتقديمهم كرهائن.
وحسب نفس المصادر فإن مصريا يسمى " أبو أسيد" مازال البحث جاريا عنه، هو من زود أعضاء الخلية بتقنية التفجير عن بعد بكل جزئياتها، وأن عمليات التفجيرات المسترسلة كانت على وشك الوقوع ومن أهدافها، البرلمان المغربي، وبعض مصالح الأمن والدرك، وضرب مواقع سياحية بمدينة الرشيدية، وتفجير فنادق، والهجوم على ثكنة للدرك الملكي ببوذنيب، وسرقة السلاح منها والعتاد الحربي، وكل ذلك بناء على فتوى لشخص يسمى " محمد المقدفي".
كما أنهم خططوا لمهاجمة شاحنات شركة " برينكس" الخاصة لحمل الأموال من الأبناك، وكذا الهجوم على وكالات الأبناك المغربية، ووكالات توزيع الماء والكهرباء، ومديريات الضرائب لهدف سرقة الأموال من أجل تمويل مشاريعهم التخريبية.
وتضيف المصادر أن أعضاء الخلية كانوا على صلة تامة ومباشرة مع من يمدونهم بالتعليمات من الخارج، ومن بينهم المصري "أبو اسيد" الذي سبق له القتال في الشيشان و الذي اظهر حماسا كبيرا لتفجير المصالح الحيوية المغربية عبر تقنية التفجير عن بعد وتفخيخ السيارات، وكان آخر مرة اتصل بأعضاء الخلية كان من أجل مدهم بطريقة صنع " كاتودات" أي موصلات اللاسلكي التي تعتبر من اخطر التقنيات في مجال التفجير عن بعد.
ويشار بأن أعضاء الخلية أقروا بأن الخلية لاتنحصر في أعضائها وإنما هناك عناصر مغاربة التحقوا بدولة مالي للتنسيق مع جماعة "انصار الدين"، وانهم كانوا جميعا يخططون لجعل الريف المغربي موقعا رسميا لأنشطتهم بعد نجاح عملياتهم الإرهابية.
وكانت السلطات المغربية متمثلة في مديرية الشرطة القضائية و خاصة مديرية مراقبة التراب الوطني من خلال تحرياتها واشتغالها في مجال متابعة المعلومة وصد المخاطر التي تشكلها الجماعات الارهابية، قد عملت خلال الشهور الأخيرة من أجل اقتفاء آثار هذه الشبكة الإرهابية الخطيرة، وتفكيكها قبل أن تقترف مجازرها التي اعترف أعضاؤها بأنهم كانوا على اهبة القيام بها.
وهنا وجبت الإشادة القوية بالمجهودات الجبارة التي تقوم السلطات الأمنية المغربية والتي لايمكن إنكارها، أو التغاضي عنها، وذلك حفاظا على سلامة الوطن والمواطنين من أفكار وأعمال الإرهابيين المتربصين ببلدنا.