تمارس قطر سطوتها لفرض رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لخلافة الشيخ يوسف القرضاوي على رأس التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
وقالت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير على صفحتها الأولى في عددها الصادر الأربعاء "أن سبب انسحاب خالد مشعل من رئاسة المكتب السياسي لحماس لا يعود إلى كونه تعب من (النضال) ويريد أن يرتاح بل لأن مهمة أكبر تنتظره في التنظيم الدولي للإخوان".
ونسب الصحيفة إلى مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في حماس قولها إن أبا الوليد (مشعل) من المنتظر أن يكون الشخص الأول في التنظيم الدولي للإخوان.
وأضافت المصادر أن دور مشعل سيتغير من دائرة الاهتمام بحماس والقضايا الفلسطينية ليصبح خليفة للقرضاوي اعتمادا على علاقته الجيدة بقطر، حيث ينتظر أن يتصدى لترتيب البيت الإخواني الدولي ليسير وفق ما تريده الدوحة.
وقالت المصادر إن قطر رشحت مشعل لعدة أسباب منها قدرته على الخطابة والتسويق الإيديولوجي، ونجاحه في ربط علاقات بالفصائل الفلسطينية.
لكن أهم تلك الأسباب هو قربه من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واستعداده لتحقيق ما يطلب دون نقاش.
وذكرت المصادر أن أمير قطر رشح مشعل لخلافة القرضاوي بعد أن دبّت الخلافات داخل التنظيم الدولي حول من يخلف القرضاوي.
وكانت مصادر مقربة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أكدت في تصريحات سابقة أن حجم الخلافات داخل القيادات المؤثرة بالاتحاد، والغضب الذي يسود الأوساط المقربة منه والداعمة له، انتهى إلى معارك وانشقاقات من وراء الستار.
فهناك صراع محموم لخلافة القرضاوي على رأس الاتحاد بين مجموعة من القيادات خاصة بين السعودي سلمان العودة والتونسي راشد الغنوشي والموريتاني محمد حسن ولد الددو، وأن القرضاوي يدعم ترشح التونسي راشد الغنوشي.
لكن رأي أمير قطر المنحاز إلى خالد مشعل سيلغي بالتأكيد طموحات الغنوشي والعودة والشيخ الددو في خلافة القرضاوي رجل قطر الأبرز في الاتحاد.
يشار إلى أن اتحاد علماء المسلمين يتعرض إلى حملة نقد شديدة من منتمين إلى بعض فصائل "الإسلام السياسي"، ومن علماء مستقلين، بسبب انحيازه إلى قطر ما يضيّق على نشاطهم في دولهم، ويفقدهم خاصة الدعم السعودي.
ويواجه التنظيم الدولي للإخوان "والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إحدى واجهاته" خلافات كثيرة بسبب المواقف من ثورات "الربيع العربي" التي انتهت في صف أميركا سواء مباشرة، أو عبر وكلائها بالمنطقة مثل قطر.
وينتظر المراقبون أن تخرج تلك الخلافات إلى العلن خاصة أن الإخوان بدأوا ينهضون بنفس الدور الذي أداه الحكام السابقون مثل مبارك وبن علي، من خلال حراسة المصالح الأميركية، والاصطفاف داخل حلف واشنطن بالمنطقة.
وجاءت حوادث الاعتداء على السفارات الأميركية بمصر وليبيا وتونس لتؤكد حرص الإخوان على أن يكونوا مع أميركا ومصالحها وليس ضدها.
وقدمت قيادات إخوانية من مصر وتونس وليبيا اعتذارها لواشنطن عما حدث، وتعهدت برعاية أكبر للمصالح الأميركية، بينما هددت واشنطن بوقف المساعدات المالية والعسكرية على دول "الربيع".
يشار إلى أن خلافات قوية ثارت بين قيادات حماس بسبب الموقف من سوريا، فهناك من ظل يعتبرها حليفا "ممانعا" و"مقاوما" وعلى حماس أن تكون معها، وهذا الفريق يمثل أقلية داخل الحركة.
وهناك شق ثان أدار لدمشق الظهر، وتناسى دعمها الدبلوماسي والأمني للحركة، وانحاز إلى طبيعته الإخوانية البراغماتية، وانسحب من دمشق وصار مع التدخل الخارجي للإطاحة بالنظام.
وتقول مصادر مقربة من قيادات الحركة إن خليفة مشعل على رأس حماس سيكون من الخط البراغماتي الذي يمد يده إلى واشنطن كما امتدت أيادي الإخوان في تونس ومصر وليبيا إليها.
وترشح ذات المصادر أن يكون ابو مرزوق هو الخليفة المنتظر لمشعل الذي رفض كل الضغوط "الإخوانية" للبقاء على رأس حماس.
وقال مسؤول كبير في حماس يقيم في الخارج طلب عدم ذكر اسمه ان اختيار رئيس الحركة سيكون "بعد اجتماعات تعقد في نوفمبر بعد عيد الاضحى".
ورأى "في حال انتخب أبو مرزوق وهو الأوفر حظا، على القيادة أن تقرر أين سيكون مقره الدائم" مضيفا أن ابو مرزوق موجود في القاهرة "بصفة غير رسمية ويمكن اعتبار العاصمة المصرية مقرا مؤقتا لاستضافته، مثلما هي قطر حاليا بالنسبة الى مشعل، لحين رسو سفينة الثورات العربية".