في الوقت الذي "اختفى" اسم الحلّوف من الأخبار ومن منصّات ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظلّ، في الفترة الأخيرة، "نجما" أوحَدَ في خضمّ الوفيات والإصابات بداء "أنفلوانزا الخنازير".. يواصل "خنزيرٌ" حقيقيّ ولا يقلّ فتكاً عن خنزير ال"H1N1″ غاراته وغزواته على أهالي من المغرب العميق، دون أن تُتداول أخبار فواجعه وكوارثه المستمرّة منذ عهود على سكان معزولين ومقهورين.. مناسبة الكلام ما تعرّض له أحد سكان دوار "تمالوكت" في جماعة واد البور، بإمينتانوت. فقد خلّفت غارة أحد هذه الخنازير المنتشرة في المنطقة، على غرار مناطق كثيرة من المغرب العميق فاجعة إنسانية يصعب وصفها ولا تقبّلها في القرن الحادي والعشرين.. فلاح بسيط من أهالي الدوار المذكور هاجمه حلّوف برّي متوحش، أمس الأربعاء، ومزّق جسده بالكامل؛ في مشهد تقشعرّ له الأبدان ويسائل ما بقي من ضمائر مسؤولينا التي يبدو أنها في سبات شتويّ تجاه مآسي ساكنة المغرب المنسيّ. وكما يظهر في الصور، التي لا تحتاج إلى كلام كثير، فقد نُقل الضحية صوب أحد مستشفيات مراكش وهو بين الحياة والموت. فإلى متى تستمرّ هذه المجازر التي يرتكبها الحلّوف في حق أهالي ضواحي إمينتانوت وفي غيرها من جهات هذا البلد، الذي ليس سعيدا طبعاً في ظل هذا الوضع الأسود؟.. فقد صارت مجموعات من هذا الكائن الكريه تغزو المناطق التي يتكاثر "عْلى راحْتُو" في غاباتها وأحوازها، ما دام حوشه وقتله مجرَّما قانونا. وأمام هذه "الحماية"، التي خُصّ بها الحلّوف على حساب أرواح البشر، لم تعد قطعانه تجد غضاضة في مهاجمة البشر والحرث والشجر في واضحة النهار، مخلّفة وراءها فواجعَ ومآسيَ إنسانية لا تندمل جراحها الغائرة، ما لم تكن قاتلة، بسهولة. ورغم تصاعُد أصوات السكان المتضرّرين من الخسائر الفادحة، البشرية والمادية، التي تخلّفها جحافله السائبة، تُواصل الجهات المعنية صمّ آذانها عن سماع صرخاتهم واستغاثاتهم ضدّ هذا "الظلم" و"التعدّو" من الحلّوف، الذي صار يصول ويجول ويعيث فسادا في البلاد والعباد. في هذا السياق، تقدّم الزميل الكارح ابو سالم اليوم الخميس 28 فبراير بسؤال باسم المتضرّرين إلى الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي ،لعله يستجيب ويكون على قدر المسؤولية التواصلية المناطة إليه وهو المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة. فهل تتحرك السلطات المعنية وتُبديَ ولو حسنَ نيّة في إيجاد صيغة لوقف هذا الطغيان الحيواني؟ أم أن قدَر سكان هذه المنطق أن يعيشوا بين مطرقة العزلة والإهمال والتهميش من منتخبي المنطقة ومسؤوليها وسندان حلّوف هائج و"" يزيد وضعهم تردّيا ويُفجعهم كل يوم في نسل أو حرث؟!