لقد ابتزونا .. كانوا لؤماء وكنا اغبياء.. باعوا لنا الحب، ثم ذهبوا يمارسون الكره مع العسكر.. لقد خدعونا، لقد علّبوا لنا العاطفة وحقنوها لنا ثم ذهبوا لحقن أنفسهم بالمخدرات، يزرّقون جرعاتهم من جيوب العشاق ..تلك أطنان من الكذب، سقط العاشق والمعشوق وما بينهما من وساطات مخلة، سقط الحب الدعي وظل الحب الوفي ، من مصر يأتيك القبيح ومنها يأتيك المليح.. تكذب الدراما المصرية ، يكذب حسين فهمي تكذب نبيلة عبيد، يسترزق رشدي اباظة تتبضع نجلاء فتحي.. هنا في سجن المشير القاتم..هنا الدراما الحقيقية ، هنا لحظات الوداع القاسية كالشتاء في عنفوانه، الحارة كقرص الشمس حين يمر الى سرعته القصوى.. هنا العاطفة تجتمع في شفاه حييّة تلثم الأكف حشمة.. تخجل من اللثمة الاخيرة المباشرة.. هنا ابن الملوح،هنا العامرية ، هنا عنترة في حبه العذري وعبلة في عنفوان حيائها، هنا الغزل حين يجرف الرداءة ويسحق التصنع ويبقى وجها لوج مع الطبيعة.. مع الفطرة.. عندما كبرنا ادركنا ان الفتاة الصعيدية الطيبة الخجولة التي تطل من النافذة تسترق النظر الى فارسها.. وحال انتهائها من التصوير تنزع الحياء ثم تذهب الى الحانة مع السيناريست، ادركنا ان ابي فوق الشجرة كان في الأصل تحت الشجرة يمارس الفاحشة، ادركنا ان كل براميل العواطف لدى احسان عبد القدوس كانت للبيع، لم تكن ثمرة للقلوب العاشقة وإنما صفقات للغرائز، ادركنا ان متولي الشعرواي ليس متولي الشعرواي ، بل هو حسن يوسف الذي تاب من حمام الملاطين ثم وبعد فطرة نقاهة عاد الى حمام الدم، لعن ثورة 25 يناير وحرض على الشرعية وسخّر نفسه دابة للسيسي، ادركنا ان قراصنة الدراما المصرية كانوا يبيعون لنا الحب الغير العذري، ويشترون بثمنه الخمر والشذوذ والقمار والجنس الجامعي. يا كل الذين شيدتم صورة مصر من دموع نادية الجندي، هذه صورة مصر الحقيقية، هنا البطل والحرة، يمارسان الحنين الهادئ بينما الموت الصاخب على بعد شرفة وشباك، تلك لحظات حب صافية كماء النيل، كحنجرة القراء حين تردد تراتيل الصباح، كابتسامة سليمان خاطر.. كوجع اسماء البلتاجي لحظات قبل الوداع الأخير..