يبدو أن حزب الجرار لم يعد قادرا على ضبط من كانوا ذات يوم يفخرون بالانتماء لقلعته التي بدت تتهاوى مع خروج "الزعيم" وبروز قيادة جديدة لم تستطع أن تضبط سرعة الجرار على قياس الالتزام بقواعد الحزب ومبادئه التي يتغنى بها الباميون في تجمعاتهم الحزبية . ولعل واقعة " خيانة " أربعة مستشارين لمرشح الحزب في عملية انتخاب رئيس بلدية تارجيست التي يتوفر فيها البام على أغلبية الأعضاء (9أعضاء من أصل 17 ) لدليل على أن الحزب الذي يشهد ركودا غير مسبوق شأنه شأن باقي الأحزاب الأخرى التي يفضل المغاربة نعتها بالدكاكين السياسية ، لم يعد قادرا على التموقع بشكل قوي في بعض المحطات الحاسمة ، خصوصا وأن حالة من الضبابية تسود البيت الداخلي للحزب منذ خسارته للانتخابات التشريعية التي كان يحلم بالفوز بها وقيادة الحكومة وهو ما لم يكن واكتفى بالمرتبة الثانية وراء خصمه الأول حزب العدالة والتنمية ، هذه الضبابية زادت مع استقالة الأمين العام السابق "الياس العماري" الذي ترك مكانه لعبد الحكيم بنشماس الذي يبدو أنه لم يحض بإجماع الباميين مما يفسر الوضع الغير المطمأن للجرار . وقد أصدرت الأمانة الجهوية للحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة بلاغا تدين فيه سلوك الأعضاء الأربعة الذين وصفهم البلاغ بالخائنين لمبادئ وقواعد الحزب والعمل السياسي ، ذات البلاغ توعد المعنيين بالأمر باتخاذ الإجراءات القانونية الأزمة في حقهم طبقا لمقتضيات القانون .