يتجه برلمان “الأصالة والمعاصرة” في دورته الاستثنائية المقرر عقدها يوم 26 من الشهر الجاري إلى المصادقة على استقالة إلياس العماري من منصب الأمانة العامة، التي ظلت معلقة بعد أن تراجع عنها بسرعة معتقدا بأن قواعد الحزب تتشبث به ليستمر في قيادة الحزب. وكشفت مصادر مطلعة ل“برلمان.كوم” أن إلياس العماري وجد نفسه في شبه عزلة سياسية تامة بعد أن انفضت من حوله العديد من الوجوه البارزة في حزب “الأصالة والمعاصرة”، وكذا برلمانيون ورؤساء للجماعات الترابية المنتمين لذات الحزب. وتفيد الأخبار الواردة من داخل حزب “الجرار” بأن أقرب المقربين من إلياس العماري بدأوا يستشعرون نهاية زعيمهم الذي يبدو أنه لم يعد يقوى على مجاراة الضغوطات التي يمارسها عليه خصومه من داخل الحزب لترك مقود “الجرار” في أفق التوافق على قائد جديد يكون قادرا على إعادة “الأصالة والمعاصرة” إلى سكته الصحيحة. وتؤكد مصادر “برلمان.كوم“، أن إلياس العماري لم يحسب حساباته جيدا حين راهن على قدرة أنصاره والدائرة المقربة منه على قلب الطاولة على خصومه “الباميين”، وفرض بقائه في منصبه كأمين عام إلى غاية انعقاد المؤتمر الوطني للحزب. وللإشارة فقد خرج حزب “الأصالة والمعاصرة” من الانتخابات التشريعية الماضية خاوي الوفاض بعد أن كان إلياس العماري يجزم بأن “الجرار” سيتصدر نتائح تلك الانتخابات، وبمجرد إعلان النتائح واصطفاف الحزب وحيدا في معسكر المعارضة عجل باندلاع المشاكل والخلافات بين قيادة “البام” حول الطريقة التي أدار بها فريق العماري الترتيبات للاستحقاقات التشريعية بما في ذلك طريقة منح التزكيات التي اعتبرها “الباميون” “مشبوهة”.