أكد الخبير في التغذية الرياضية، عبد السلام العراقي، أن الاهتمام بالتوعية الغذائية والتثقيف الغذائي بين الأفراد يشكل مفتاحا للتمتع بصحة جيدة، ليس فقط خلال شهر رمضان المبارك، ولكن أيضا طيلة أيام السنة. وأوضح الخبير، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التثقيف الغذائي المتمثل في إيصال المعلومة في صورة بسيطة واستيعابها بطرق سليمة وصحيحة لضمان سهولة تطبيقها، يتوخى بالدرجة الأولى تحسين العادات الغذائية للفرد، من حيث ضبط القواعد الغذائية ومعرفة الأغذية المفيدة للجسم وتنويعها، دون إغفال التوازن بين النوع والكم. وأضاف أن التثقيف الغذائي، إلى جانب ممارسة نشاط بدني منتظم، يعد السبيل الأمثل للحيلولة دون الإصابة بعدة أمراض، ومنها تلك المرتبطة بالتغذية، مبرزا أهمية التعرف على ضوابط التغذية السليمة، وكيفية تحديد الاحتياجات اليومية من العناصر الغذائية المختلفة، وأيضا طرق إعداد وجبات صحية وآمنة، والفهم الواضح لمكونات الغذاء وأهمية كل مكون، بالإضافة إلى ما يترتب عن نقص أو زيادة عنصر غذائي معين عن الاحتياجات المثلى، من تأثير على الصحة. واعتبر السيد عبد السلام العراقي أن تقديم النصائح الوقائية والمشورة عبر مختلف الوسائط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل تشجيع المواطن على تبني نظام غذائي سليم يتعين أن يستمر على مدار السنة، وأن لا يقتصر فقط على شهر رمضان، مبرزا أهمية تنظيم ورشات تدرييبة وندوات تكوينية داخل المؤسسات التعليمية وفي الجامعات من أجل تحفيز الشباب وحثهم على إعداد وجبات صحية متوازنة والتنبيه لمخاطر سوء التغذية، أيا كانت أسبابها. ويرى الخبير في التغذية الرياضية أن "الانفتاح الذي تشهده الثقافة الغذائية المغربية لا يجعل المهمة سهلة"، خاصة مع ابتعاد الكثيرين عن النمط الغذائي المتوسطي الذي يتميز بالعديد من المزايا الصحية، واتباع أنماط غذائية غربية قائمة على استهلاك منتجات تكون في الغالب مضرة بالصحة وغنية بالسعرات الحرارية، وهو ما يضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية والسرطان والسمنة ومرض السكري. ولتفادي هذه المخاطر الصحية، شدد على ضرورة تغيير العادات الغذائية غير الصحية باتباع أسلوب مرن وممارسة نشاط بدني منتظم وتعزيز تناول الغذاء الصحي في الحياة اليومية وجعله أسلوب حياة بدون حرمان، مشددا على أهمية الوعي بأن "إعادة بناء جسم الإنسان تحتاج إلى 21 يوما من التحدي من أجل منح مزيد من الوقت للجهاز العصبي للخروج من منطقة الراحة إلى أخرى يعتبرها غير مريحة". وأكد عبد السلام العراقي أن مجموعة من الظواهر السلبية ظهرت في المجتمع، والمتمثلة خاصة في عدم انتظام مواعيد الوجبات الغذائية داخل الأسرة، مما يؤدي إلى ارتباك في الشهية، وينعكس على نوعية وكمية الغذاء التي يتناولها الفرد، مبرزا أن "وجبة الإفطار أصبحت ضعيفة، ووجبة الغذاء أضحت متأخرة عن موعدها، وقد لا يتم تناول وجبة العشاء، وهو ما ينتج عنه سوء في التغذية بكافة أشكالها". وفي السياق ذاته، أشار إلى أن العديد من الأشخاص أصبحت لديهم ضغوطات وانشغالات يومية تحول دون إيجادهم الوقت الكافي لإعداد وتناول الأكل بطريقة صحية، مما يدفعهم إلى استهلاك "المتوفر" بغض النظر عن قيمته الغذائية، مبرزا أنه يتعين في هذه الحالة تقديم نصائح عملية لهؤلاء من أجل تسهيل تحقيق التوازن بين اتباع نمط عيش صحي وإكراهات الحياة المهنية أو الطلابية. وحتى يكون أسلوب تقديم النصائح المرتبطة بالتغذية أكثر إقناعا، أكد الخبير أنه يجب أن يكون مقدم النصيحة قادرا على إيصال المعلومات بأسلوب يتناسب مع سن الأفراد ومستواهم التعليمي، كما يتعين أن تتوفر لديه القدرة على الإصغاء والإقناع حتى يتمكن من رفع مستوى الوعي الغذائي والصحي للأفراد داخل المجتمع. وخلص الخبير في التغذية الرياضية إلى أنه بالإضافة إلى تمرير المعلومات بأسلوب مبسط، يتعين تدريب هؤلاء الأشخاص على اتباع أسلوب حياة منظم لتصحيح اختلال التوازن في التغذية، وتحفيزهم على العودة إلى وزن صحي مثالي، وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية أيضا.