انتهت قصة السوبر الإسباني وحملت معها مجموعة رسائل على المستوى المحلي والوطني والدولي، سيكون لها ما بعدها إما إيجابيا أو سلبيا. وقد رافق المباراة مجموعة من التغييرات بمحيط ملعب ابن بطوطة والمدينة على مستويات مختلفة من أجل إنجاح هذا العرس الكروي الذي يقام لأول مرة خارج الأراضي الإسبانية وتشرفت عاصمة البوغاز باحتضانه. هذا ونجح فريق برشلونة في الفوز بلقب السوبر الإسباني بعد الانتصار على نادي إشبلية بهدفين لواحد، حيث سجل إشبلية أولى الأهداف في الدقيقة التاسعة عبر لاعبه سارابيا، فيما تمكن جيرارد بيكيه من تعديل النتيجة دقائق قليلة قبل نهاية الشوط الأول وأضاف عثمان ديمبلي الهدف الثاني للفريق الكاطالوني عند الدقيقة 78 ليتوج برشلونة بطلا لكأس السوبر الإسباني. استعدادات أمنية ولوجيستيكية لإنجاح العرس الكروي شهد تنظيم السوبر الإسباني استنفارا أمنيا من طرف سلطات طنجة التي جندت قرابة 20 ألف رجل أمن من أجل مرور المباراة في جو عادي، حسب ما أفادت به مصادر متطابقة. وعرف محيط ملعب ابن بطوطة منذ صباح يوم المباراة تواجد كبير لعناصر الأمن بالزي الرسمي والمدني وعناصر القوات المساعدة إضافة إلى إجراءات أمنية مشددة من أجل تأمين سير مباراة السوبر الاسباني. الاستعدادات لم تقتصر على الجانب الأمني فقط بل شملت الجانب اللوجستيكي أيضا، حيث تم استخدام تقنية الفيديو " VAR "، وتثبيت مجموعة من المراحيض المتنقلة بجنبات الملعب وأبوابه من أجل عدم الوقوع في أزمة للمراحيض، فضلا عن ترقيم الأماكن المخصصة للجمهور على غرار ما يتم في المباريات التي تقام بعدد من الملاعب العالمية. فوضى وتدافع بين الجماهير وغياب تنظيم محكم كل الاستعدادات أو المجهودات التي تم القيام بها وجرى ذكرها سلفا، فإن مباراة السوبر الاسباني بين برشلونة وإشبلية عرفت أجواء مشحونة وغير مناسبة لمباراة من هذا المستوى. وأظهرت صور وفيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدم تمكن عدد من أصحاب التذاكر من الدخول للملعب مما دفعهم إلى القفز على الحواجز الحديدية من أجل ولوج الملعب ومما يؤكد غياب التنظيم من أجل الدخول لمسرح مباراة السوبر. كما تسبب عدم فتح جميع بوابات الملاعب في حدوث فوضى في عملية ولوج الملعب حيث شهدت بعض البوابات تدافعا بين أصحاب التذاكر من أجل الدخول للملعب، أمام أنظار الإسبان القادمين من الدولة المجاورة لمتابعة المقابلة. وفي ذات السياق، فقد تطرقت صحف إسبانية لمجموعة من الظواهر التي عرفتها طنجة قبيل السوبر الاسباني، حيث ذكرت صحيفة " الموندو " أن السلطات قامت بتنقيل عدد من أطفال الشوارع إلى مناطق مغربية بعيدة عن طنجة قصد عدم إزعاج السياح وعدم محاولة التسلل إلى الشاحنات أو الحافلات المتجهة نحو الديار الأوربية. اعتراف بالاختلالات ودعوات للسكوت عنها ولاقت الإختلالات التي عرفها تنظيم مباراة السوبر الإسباني وركزت عليها بعض الصحف المحلية عدم إعجاب عدم من المتتبعين من ضمنهم منتخبون بالمدينة. وقال حسن بلخيضر مستشار بالمجلس الجماعي لطنجة والمشرف العام لدى فريق اتحاد طنجة في تدوينة على حسابه في " الفيسبوك "، " أن حضرت الألعاب الأولمبية بالبرازيل ورغم مظاهر الفقر والبؤس المنتشرة في ضواحي ريو ديجانيرو الا ان الصحافة البرازيلية تركز دائما على الجانب الإيجابي للمدينة وساكناتها وشغفهم للرياضة " مضيفا " اسمع أعمي الى كنت باغي تشوهنا مع بورقعة فبورقعة كيعرف طنجاوة مزيان من ايامات الخاطية والتشومير في المرصى ". من جهة أخرى، اعترف المستشار الجماعي حسن بوهريز بالاختلالات التي عرفتها المباراة غير أنه اعتبر أن التظاهرة الرياضية كانت ناجحة جدا. وكتب بوهريز في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك "، " نعم… كانت هناك بعض الاختلالات، خصوصاً فيما تعلّق بالولوج إلى الملعب، لكن وعلى العموم، تظاهرة الأمس كانت ناجحة جدًّا. وعليه وجب أن نشكر السلطات المحلية والأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة والجامعة الملكية على هذا المجهود الذي سيُحسَب للمغرب في القادم من الأيّام ". السوبر بداية لتعاون من أجل تنظيم كأس العالم يبدو أن تنظيم مباراة السوبر الإسباني والتعاون بين الجامعة المغربية والاسبانية ما هو إلا بداية من أجل تنظيم تظاهرة رياضية عالمية أكثر من السوبر. ويتوقع أن يساهم التعاون بين الجامعتين لمباراة السوبر في إمكانية التقدم بملف مشترك بين الدولتين الإسبانية والمغربي لتنظيم كأس العالم 2023. وكان رئيس الاتحاد الاسباني قد قال في تصريح خلال الندوة الصحفية التي عقدت بالرباط حول مقابلة كأس السوبر الإسبانية أنه نستطيع تحسين التعاون بيننا ويجب أن نتقدم خطوة خطوة وهذا التعاون قد بدأ اليوم وسيستمر مع باقي الأيام ". وكانت دول الأرجنتين، أوروغواي وباراغواي قد تقدموا رسميا بطلب مشترك لاستضافة بطولة كأس العالم 2030، فيما من المنتظر أن ينافسهم إن هو ترشح بشكل رسمي لتنظيم هذه التظاهرة العالمية.