لازالت تداعيات مباراة المحامين التي فضحت منظومة قديمة جديدة من المحسوبية والزبونية والإختلالات ترخي بظلالها على المشهد الإعلامي داخل وخارج المغرب ، والتي عرت على واقع يستدعي أكثر من وقفة تأمل لإعادة الثقة لأبناءالشعب الذين عبروا عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن سخطهم وغضبهم العارم . ومما أجج غضب المرشحين والمتابعين لمسار مباراة المحامين الأخيرة ، هو التصريح الجارح الذي مس به عبد اللطيف وهبي وزير العدل شريحة واسعة من المغاربة بعد أن تبجح بماله وبتكوين أبنائه الذين وردت أسماؤهم ضمن نتائج الاختبار الكتابي خارج المغرب . وتأتي هذه النازلة ، بعد توالي عدد من الخرجات غير المقبولة التي إعترت تصريحات وهبي وزير العدل مست الشريعة وبعض قوانين مدونة الأسرة وجنح الفساد ، بعد أن روج لمقترح عدم مؤاخذة الممارسات الجنسية غير الشرعية ، وتبني إبن الزنى ، كما سبق له وأن صرح بكونه إعتقل مدير شركة ،متراميا على إختصاصات النيابة العامة ، وأحدث فوضى عارمة في صفوف المحامين بسبب الضريبة ، وأسلوبه المتعالي في حواره مع مساعدي القضاء ، وعرج مؤخرا على نادي قضاة المغرب ورفضه استقبالهم ، ودفعه لإصدار بيان أوضحوا من خلاله أنهم جمعية مهنية لاعلاقة لها بالتنظيم القضائي ، ناهيك عن أسلوبه غير المقبول في الرد عن أسئلة بعض الصحفيين، وتهكمه بإزدراء كبير على مسؤول سابق تابع لوزارة الثقافة بتارودانت ، بالقول أنه يعلم لون جواربه ، وأن الأجهزة تشتغل تحت إمرته . هذه الانطباع ، أفرز ردودا وملتمسات وشكايات موجهة لجهات عليا مطالبة بردع هذه الأساليب التي تحقر من مستوى وتطلعات الشعب المغربي قاطبة ، كما أن وهبي جراء ذلك ، إستشعر بالخطر المحذق بمصيره الحكومي كوزير والسياسي كأمين عام لحزب الاصالة والمعاصرة ، وشرع في عرض حركات تسخينية لوضع ملتمس يرمي الى إعفائه من الحكومة ، والاستقالة من على رأس حزب البام ، وتقديمه لأخنوش للنقاش وبعدها أمام ملك البلاد لاتخاذ القرار النهائي . وتجدر الاشارة ، الى أن الجدال إحتدم بشدة داخل مكونات البام ، انطلقت شرارته منذ شهور خلت ، أبرزه موقف فاطمة الزهراء المنصوري من تدبير وهبي ، وتسببه في شبه بداية إنشقاقات خفية دفعت الى استدعاء عاجل لدراسة تطورات الوضع والخروج بمواقف تتلائم والظروف الحالية غير السارة .