تمكن المغرب وألمانيا في تخطي الخلاف الديبلوماسي الذي نشب بين الطرفين في الشهور الماضية بنجاح كبير، حيث يسير البلدان نحو "التطبيع الكامل" للعلاقات من جديد، بعد عدد من الخطوات من كلا الجانبين، وآخرها الرسالة التي بعث بها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى الملك محمد السادس، وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي مساء اليوم الثلاثاء. وحسب بلاغ الديوان الملكي، فإن الرئيس الألماني أشاد بالإصلاحات التي قام بها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، وأشاد بمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها "أساس جيد" لحل نزاع الصحراء، كما دعا الملك محمد السادس للقيام بزيارة إلى المانيا لبدء شراكات جديدة بين البلدين. هذه الرسالة تأتي بعد قرار المغرب مؤخرا إعادة استئناف العلاقات مع القنصلية الألمانية في الرباط ومع جميع المؤسسات الألمانية التي تعمل داخل تراب المملكة المغربية، وهو رد فعل إيجابي جاء كمقابل للخطوة الإيجابية التي اتخذتها ألمانيا عبر وزيرة خارجيتها التي أصدرت بيانا تشيد فيه بأهمية العلاقات بالمغرب وأشادت أيضا بمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء. وعلى عكس الأمر مع إسبانيا، فإن المغرب نجح رسميا في تجاوز الخلاف مع برلين، وتشير كل المعطيات أن الطرفين يتجهان لإرساء قواعد شراكة جديدة، وبدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. كما أن المغرب تمكن بعد هذا الخلاف مع ألمانيا، من كسب نقاط هامة في قضية الصحراء، حيث غيّرت ألمانيا من مواقفها ولهجتها تُجاه قضية الصحراء، وصارت نبرتها تميل للطرح المغربي لحل النزاع أكثر فأكثر.