وانت تتجول في مدينة الداخلة ودروبها القديمة ،لابد أن يلفت نظرك كثرة اللافتات المعلقة امام بعض المنازل او الدكاكين لتعاونيات والجمعيات…كل انواع البخور والعطور والورود…الحلويات..اجبان الماعز ..الودك..الرشوش… جمعيات بدون عدد لتربية الإبل وصنع الدهن…هذا ليس حكرا فقط على مدينة الداخلة ،فالرصد اليوم انطلق منها فقط وليوضع المتابع للاحداث في النسق الحقيقي الذي هو الهدف من هذا المقال…ليست كثرة جمعيات وتعاونيات مدينة الداخلة هي المشكل بل المؤسسة الوطنية (جود)التي خرج السيد عزيز اخنوش بكامل اناقته وهو يدافع عن مؤسسة تدعم كل الجمعيات والتعاونيات وهي وراء تنمية البلاد عن طريق العمل الانساني الذي تقوم به وهي تمد اليد الى كل الجمعيات والتعاونيات التي أعطى عددها بالمئات…العمل الخيري والتعاوني يجب ان يكون بعيدا كل البعد عن العمل السياسي،واستغلال فاقة المحتاجين لكسب اصواتهم في حملات إنتخابية مقابل الغذاء…وهنا خطرت لي صورة من الذاكرة ونحن صغار في مدينة الدارالبيضاء..جاءت سيارة بها ثلاث اجانب وبدؤوا في إعطاء الاطفال الشكولاته وهم يأخذون صور لهم بايادي ممدودة واعين متوسلة لضفر بقطعة شوكولاتة…كان الصغار مبهورين ويتسابقون لاخذ الصور الى ان وقف معلم كان يسكن في نفس الحي ليوقف المهزلة ..تفرق الصغار هاربين والتحق بالمعلم ثلث من شباب الحي الذين أخذوا آلة التصوير الفوتوغرافي وافرغوا محتويات السيارة حيث شرح المعلم لتوريست ان لاحق لهم في العبث بصور لهفة أطفالنا،وان من حقهم التوجه لأقرب مركز للشرطة للمطالبة باسترجاع ممتلكاتهم …لم يذهب احد للشكوى بل لم يرجع احد للحي…معلم الحي كان حامي الحمى والساهر على عدم التلاعب بصغاره اليوم ونحن على ابواب الانتخابات يخرج لنا من يتشدق انه يعطي الشكولاتة للصغار الجمعيات والتعاونيات..يتكلم وهو واثق اننا نعيش في زمن غير الزمن… لقد افسدتم سيدي الغاية التي من اجلها خلقت الجمعيات والتعاونيات…لقد كرستم سياسة تكميم الأفواه الجائعة بالمنح وعدم المحاسبة…وكيف نحاسب من اخذ مليونين كمنحة في السنة ولا نحاسب من اخذ الملايير من جيوب المغاربة ومزال وجهو صحيح وكيبالض…لا اتكلم عن شخص واحد ..فالحزب الحاكم في البلاد بنى مجده ووصل إلى رئاسة الحكومة بسياسة الجمعيات والتعاونيات ….الم يحن الوقت لكي نوقف هذا النزيف؟انطلقت من الداخلة لكن الرصد هو في كل أنحاء المغرب ..كفانا جودا من جلودنا.