احتضن الفضاء السياحي فاسكا، بمدينة مريرت، نهاية الأسبوع الماضي، “اللقاء الاقتصادي و الاجتماعي و التضامني و تنمية المجال"، الذي نظمته شبكة الجمعيات التنموية لآيت سكوكو بتنسيق مع الشبكة المغربية للاقتصاد الاجتماعي و التضامني. اللقاء الذي حضر أشغاله عدد من الفاعلين التنمويين و المهتمين بهذا النوع من الاقتصاد التنموي و ممثلين عن أقطاب الشبكة المغربية للاقتصاد الاجتماعي و التضامني و عدد من الفاعلين التنمويين المحليين المشتغلين في إطار تعاونيات أو جمعيات تنموية... برنامج اللقاء عرف تنظيم زيارات ميدانية لأربع تعاونيات، هي : تعاونية بيئتي لتدبير النفايات، تعاونية إفسان لإنتاج الكسكس البلدي، تعاونية إمدوكال لإنتاج و تسويق الحليب، و تعاونية تانفنيت لإنتاج و تسويق الحليب و الزيتون. زيارات تم خلالها الوقوف على ظروف اشتغال التعاونيات بالمنطقة التي تعاني من ضعف التأطير و التكوين و الإمكانيات، و الذي لم يمنع، مع ذلك، من نجاح هذه التعاونيات في خلق فرص عمل في عدد من القطاعات. هذه الملاحظة السلبية التي دعا الملتقى إلى تجاوزها من خلال خلق تعاونية خدماتية تأخذ على عاتقها العمل في مجال التكوين و التأطير بالنسبة للمقاولات و التعاونيات و الجمعيات في مجال التسيير المالي و الإداري، و هو ما من شأنه أن يساهم في الرفع من مستوى العمل التنموي بالمنطقة. أشغال اللقاء، في شقها النظري، توزعت على أربع ورشات، اشتغلت أولاها على كيفية الرفع من مردودية التعاونيات باعتبارها مقاولة اجتماعية و تعبئة فاعلي الاقتصاد الاجتماعي و التضامني على المستوى المجالي.من تشخيص وضعية التعاونيات. تشخيص وقف على أن معظم التعاونيات تعيش عزلة و غياب للشركاء و التكوين، و في بعض الأحيان عدم انسجام بين الأعضاء، إضافة إلى مشاكل التسويق و رهن مستقبل التعاونية بالدعم المقدم من طرف الدولة...ليتم على ضوء ذلك اقتراح حل تحديد حاجيات التكوين و الجهات المسؤولة التي ينبغي الالتجاء إليها، و كذا الدعوة إلى تنظيم زيارات بينية لتبادل الخبرات و التجارب. أما عن كيفية تطوير الإنتاج فتمت التوصية بالرفع من المردودية و تحسين الجودة و العمل على توسيع قاعدة التعاونيات بفتح أبواب الانخراط، تنويع الأنشطة داخل التعاونية، الانخراط في اتحادات أو الدخول في إطار كمجموعات ذات النفع الاقتصادي و العمل على التقرب من مكتب التسويق و التصدير في إطار التجارة العادلة و المنصفة. أما الورشة الثانية فاشتغلت على موضوع السياحة التضامنية و تنمية المجال، انطلاقا من سؤال: “أي استراتيجية لجعل السياحة التضامنية رابطة للتنمية المحلية؟"، و لأجل ذلك تمت التوصية بمرافقة الجمعيات المحلية و الجهوية لحاملي المشاريع السياحية المندرجة ضمن السياحة الاجتماعية التضامنية، و المرافعة من أجل إدماج السياحة التضامنية في مخططات التنمية المجلية. أما ورشة “تثمين المنتوجات المحلية: المعيقات و الآفاق"، فقامت بتحديد الضوابط التي ينبغي توفرها في المنتوجات المحلية من جودة و حسن عرض و تلفيف، وكذا حكامة جيدة في التسيير و التدبير، و تنويع المنتوج تبعا لمتطلبات و حاجيات السوق و وضع منهجية فعالة للإنتاج و التسويق...و هي ضوابط تستدعي، حسب توصيات الملتقى، توحيد التعاونيات في إطار اتحادات. فيما اشتغلت الورشة الرابعة على موضوع الحماية و التغطية لصغار المنتجين. و في هذا الإطار تمت التوصية بالمرافعة من أجل وضع قانوني مناسب، الترافع من أجل إيجاد تأمين مناسب لهذه الفئات، التأطير و التكوين الكافي للجمعيات و التعاونيات المهنية، و كذا القيام بزيارات ميدانية للتجارب الناجحة، و توعية السكان من أجل الانحراط في هذا النظام البديل و تقوية القدرات التدبيرية و الحكامة الجيدة للتعاضديات.