عندما تبثُّ قناة جزائرية رسمية صوراً للحرب تقول إنها لجيش البوليساريو، وتبث عروضاً لإطلاق نار من مدفعية وصواريخ، وتُجري استجواباتٍ تمثيليةً مع قادة القتال، وتقول إن الحرب حاميةُ الوطيس منذ يومين… وفي المقابل، تنتقل التلفزة المغربية إلى عين المكان وتُجري من جهتها حواراتٍ حيّةً مع ساكنة المحبس وتنتقل إلى هناك مجموعة من المحامين والمواطنين… للدلالة على أن المنطقة آمنةٌ وأنه لا حرب ولا هم يحزنون… نخلُص إلى نتيجة حتمية ألا وهي دخول الجزائر في الحرب الإعلامية والأكاذيب المفضوحة وفبركة الفيديوهات لإيهام الرأي العام الجزائري أن دولتهم ردّت الصاع صاعين وأنها وفّت بما وعدت، وأن المغرب يدفع ثمناً غالياً على عمليته في الكركرات… إلى آخره. تصوروا حرباً طاحنة بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو ولا يوجد لهذه الحرب ذكر في وسائل الإعلام العالمية ولا مراسلون دوليون من جبهات القتال ينقلون الأحداث بالصوت والصورة، ولا أي شيء… والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: لماذا لا تشن الجبهة هذه الحرب فعلياً في المحبس وفي غيرها بعد أن شنتها إعلاميا وكذبا واختلاقاً؟ الجواب بسيط. لأنها إن فعلت فسيسحقها الجيش المغربي سحقاً، وحينها ستضطر الدولة الجزائرية للدخول في الحرب مباشرة مع المغرب دون أي مسوّغ ولا مبرّر… وهو ما لا تقدر عليه الجزائر المفلسة ماديّا وغير المساندة شعبياً مع اختلال موازن القوى العسكرية بين الحلف الروسي المساند للجنرالات والحلف الأطلسي وعلى رأسه أقوى دولة في العالم أمريكا المساندة للمغرب. إذن، ليس أمام شنقريحة وباقي الجوقة العسكرية الجزائرية إلا صناعة الأفلام الكرطنوية لحرب وهمية لا وجود لها إلا في التلفزة الرسمية الجزائرية والأبواق المأجورة التابعة لها. ليتحولوا في النهاية إلى أضحوكة في الشارع الإسلامي وتنكيت في المقاهي والنوادي والبيوت…