منذ تصريحاته عن "الإرهاب الإسلامي" لم يهدأ العالم لحظة، ويبدو أن تصرفات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستُأجج صراعات لم تكن في الحسبان، ليس فقط مع تركيا، ولكن مع دول أخرى تخطو خطوات قوية مع بزوغ كل فجر جديد. وبعد التوتر الدبلوماسي الذي عرفته العلاقات الفرنسية التركية، عندما خرج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لينصح ماكرون بطبيب أمراض عقلية قبل أن تستدعي باريس سفيرها لدى تركيا، سارت بعض الدول الإسلامية على نفس النهج، احتجاجا على تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الرسوم المسيئة للرسول والإسلام. وفي هذا الصدد استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الفرنسي لديها، فلوران ايدالو، احتجاجا على إهانة فرنسا للدين الإسلامي وللرسول. وأوضحت أن طهران سلمت الدبلوماسي الفرنسي مذكرة احتجاج، وأبلغته رفضها وشجبها لصدور أي تصريح يمس بالإسلام، ويقلل من احترام رسوله، من قبل أي مسؤول. من جانبه، أبلغ أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، السفيرة الفرنسية، فيرونيك فولاند، في عمّان استياء بلاده الشديد من نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، مؤكدا أنه لا يمكن القبول بهذه الإساءة تحت عنوان حرية التعبير. وكان البرلمان الباكيستاني قد صادق على قرار يحث الحكومة على استدعاء سفيرها من باريس، متهما الرئيس الفرنسي بنشر الكراهية ضد المسلمين. واكتفت دول عربية وإسلامية أخرى بإصدار بيانات رسمية تشجب الرسوم المسيئة للنبي، كالسعودية والمغرب والعراق، مُعَبرة عن رفضها للربط بين الإسلام والإرهاب. ردود فعل دولية رسمية صاحبتها دعوات شعبية لمقاطعة المنتوجات الفرنسية في مختلف دول العالم الإسلامي، ما يؤكد أن تصريحات الرئيس الفرنسي لن تمر مرور الكرام هذه المرة، فهل تتسبب كلماته في أزمة دبلوماسية دولية؟