لا أحد يستطيع الطعن في أن سنة 2020 كانت مختلفة عن سابقاتها. اختلاف تجلى في مختلف مناحي الحياة، ويبقى أكثرما ميزها بالإضافة الى إنتشار فيروس كورونا هو رحيل ثلة من الوجوه التي أعطت الكثير في مجالات مختلفة : -في مجال السياسة: في ماي من سنة 2020 رحل المقاوم وعضو حزب الاستقلال إدريس بنجلون عن عمر ناهز 95 عاماً. وفي نفس الشهر شكل رحيل الزعيم ورجل الدولة عبد الرحمان اليوسفي، صدمة للنخبة السياسية عامة والمغاربة خاصة، نظرا للمكانة التي كان يحتلها الراحل عند المغاربة. عبد الرحمان اليوسفي رحل عنا عن عمر ناهز 96 عاما باحد مستشفيات الدارالبيضاء. ولأن الموت ليس لها موعد محدد، فقد غادرنا الى دار البقاء كذلك زوال يوم الاثنن بمدينة تيزنيت، القيادي الحقوقي ومؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، أحمد الدغرني، عن عمر ناهز 73 سنة. وعانى الدغرني طوال الشهور الماضية، من وعكة صحية حادة، نتيجة إصابته بمرض "الباركينسون" منذ سنة 2014، وهو ما جعله يكابد العديد من المشاكل الصحية، إلى أن وافته المنية اليوم الإثنين. أكيد أن المشهد السياسي خسر الكثير من رجالاته خلال هذه السنة ، رحيلهم شكلت خسارة كبيرة ليس فقط للحقل السياسي وإنما للمغاربة جميعا. -في مجال الفن : في 2020 فقد المغرب مجموعة من الفنانين الذين اعطوا الكثير لهذا المجال، وساهموا في تكوين شخصية جيل بأكمله، ومن بين أكثر الاسماء التي غادرتنا وتركت حزن عميق نجد: الممثل الفكاهي والمسرحي عبد الجبار الوزير الفنان الذي ساهم في رسم البسمة على وجوه المغاربة، وببساطته وحنكته في مجال الفكاهة تربع على عرش قلوب ملايين المغاربة. ثريا جبران ايقونة المسرح ووزيرة الثقافة السابقة ، بدورها ودعتنا في 2020. رحيلها شكل صدمة للوسط الفني ولكل المغاربة كيف لا وهي سيدة المسرح المغربي . عبد العظيم الشناوي الممثل والمؤلف والمخرج الذي وافته المنية عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع مع المرض … ويعد عبد العظيم الشناوي من خيرة الاسماء التي انجبها المغرب في مجال الفن والتاليف والاخراج. كما خطف الموت الفنان الكوميدي الذي اضحك المغاربة لسنوات. محمد بشار الملقب "بزروال" ، بعد معاناة مع المرض، وكذلك بعد سنتين فقط من وفاة زميله "قشبال" الذي شكل معه ثنائياً حصد شهرة واسعة مغربياً. ومطلع الاسبوع الماضي، رحل عنا الفنان المغربي عزيز سعد الله، رفيق درب الفنانة سعيد اسد، عن عمر ناهز 70 سنة. الراحل يعد من الممثلين المغاربة الذين قدموا الكثير لمجال الفن في المغرب. كما رحل عنا في 2020 مارسيل بوطبون بعد اصابته بفيروس كورونا هي اسماء كثيرة رحلت عنا في صمت تاركة ورائها أرشيفا وتاريخا فنياً يشهد على إبداعهم . -في مجال الإعلام: مجال الاعلام بدورها شهد صدمات برحيل الصحافي المغربي الفلسطني محمود معروف .ورحيل الإعلامية بقناة ميدي 1 تيفي ليلى طرازيم بعد إصابتها بفيروس كورونا. وكانت الصدمة أقوى برحيل شيخ الصحافة المغربية مصطفي العلوي عن عمر ناهز 83 عاما . -في الدين: في جنازة مهيبة بتطوان تم توديع جثمان العلامة محمد بن الامين بوخبزة والذي يعد واحد من أهم علماء المغرب وشيوخ الفقه والعلوم الشرعية. -في مجال الرياضة : الحزن في 2020 لم يتركا مجالا إلا وطرقه .في عالم الرياضية نجد أن فيروس كورونا عجل برحيل الحكم الشاب في الملاكمة محمد بوكنيون كما إختطف الموت لاعب الفريق الوطني خلال حقبة الستينات والسبعينات حميد دحان . اذا أقل ما يمكن أن يقال عن سنة 2020 أنها سنة الوداع بإمتياز