قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الإثنين 12 مارس/آذار 2018، إن "من المرجح بشدة" أن موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في إنكلترا باستخدام غاز أعصاب مخصص لأغراض عسكرية. وأوضحت ماي في بيان أمام البرلمان أنه إما أن الدولة الروسية مسؤولة مباشرة عن تسميمهما أو أنها سمحت بوصول الغاز إلى أيدي جهات أخرى. وأمهلت لندن الحكومة الروسية حتى غد الثلاثاء لتقديم شرح لطريقة استخدامها للغاز. وقالت إن مسؤولين بريطانيين حددوا المادة بأنها تنتمي لمجموعة نوفيتشوك لغازات الأعصاب التي طورها الجيش السوفييتي خلال السبعينيات والثمانينيات. وأضافت قائلة "إذا لم نحصل على رد معقول سنخلص إلى أن هذا العمل يرقى إلى حد الاستخدام غير المشروع للقوة من قبل الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة" واصفة الهجوم بأنه "عمل متهور وخسيس". الهجوم متهور وعشوائي وردت وزارة الخارجية الروسية على الفور وقالت إن تعليقات ماي "عرض سيرك " وجزء من حملة معلومات سياسية ضد روسيا. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقف بجانب "أوثق حلفاء أميركا". وقالت ساندرز "إن استخدام غاز أعصاب فتاك ضد مواطنين بريطانيين على أرض بريطانية أمر يثير الغضب. الهجوم متهور وعشوائي ولا يتسم بالمسؤولية. ونحن ندينه تماماً". ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ماريا زخاروفا المتحدثة باسم الوزارة قولها "إنه عرض سيرك في البرلمان البريطاني. الهدف واضح: إنها حملة معلومات سياسية أخرى تستند على الاستفزاز". ويرقد سيرجي سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً) في المستشفى في حالة حرجة منذ الرابع من مارس/آذار بعد العثور عليهما فاقدي الوعي في مدينة سالزبري في جنوب إنكلترا. واتهم التلفزيون الروسي الرسمي بريطانيا بتسميم سكريبال بهدف التأثير على استضافة روسيا لكأس العالم لكرة القدم في يونيو حزيران ويوليو تموز. وقال ديمتري كيسليوف المعروف بأنه أكثر مقدمي البرامج تأييدا للكرملين "حاولوا إلقاء اللوم على روسيا لكن إذا فكرت في الأمر مليا فإن تسميم كولونيل المخابرات الحربية يصب في مصلحة البريطانيين فقط". يسعى لإضعاف الغرب وقالت ماي العام الماضي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لإضعاف الغرب والنظام الدولي بالتدخل في الانتخابات. وتعهدت بأن تضمن عدم تدفق المال الفاسد من روسيا إلى بريطانيا. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن سكريبال "عمل مع إحدى وكالات المخابرات البريطانية ووقع الحادث في بريطانيا العظمى. هذا ليس أمرا يخص الحكومة الروسية". وكشف سكريبال عن عشرات الجواسيس الروس للمخابرات البريطانية قبل القبض عليه في موسكو عام 2004. وصدر ضده حكم بالسجن 13 عاما في عام 2006 ثم حصل على حق اللجوء في بريطانيا عام 2010 بعد مبادلته بجواسيس روس. وحذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من أنه إذا ثبت أن روسيا وراء تسميم سكريبال فسترد بريطانيا ردا قويا. وشبه جونسون أيضا هذه الواقعة بقتل ألكسندر ليتفينينكو جاسوس المخابرات الروسية السابق في لندن عام 2006 عندما تناول شايا أخضر ملوثا بمادة البولونيوم-210 المشعة. ونصحت السلطات المئات ممن ترددوا على المطعم الإيطالي أو حانة (ميل) في المدينة بغسل ملابسهم بعد العثور على آثار غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم سكريبال وابنته في المكانين.