أفلحت عناصر فرقة الغطس التابعة لثكنة القيادة الجهوية للوقاية المدنية لفاس، صبيحة اليوم الخميس، من انتشال جثة شاب لا يتعدى عمره 19 سنة، بعدما قضى نحبه غرقا بحقينة سد الوحدة وبالضبط بمنطقة "مالة"الكائنة بتراب الجماعة القروية تافرانت بإقليم تاونات. ووفق ما أوردته مصادر كاب24 تيفي، فإن الشاب الهالك (ح. ز) المنحدر من مدينة فاس، والذي كان في زيارة عائلية بالمنطقة، توجه قيد حياته رفقة أصدقائه، إلى ضفاف حقينة سد الوحدة غير بعيد من الجماعة المذكورة، من أجل الاستجمام هروبا من ارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها مناطق المملكة"، مشيرة إلى أن الهالك دخل إلى الحقينة في غفلة من الجميع من أجل السباحة، مؤكدة أن عدم إتقانه لهواية السباحة، كانت ما سببا في غرقه. وفور علمها بالواقعة، حلت السلطات المحلية والدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية التابعة لثكنة الورتزاغ، إلى عين المكان، وباشرت عملية البحث عن الشاب المفقود، رفقة عدد من المتطوعين، وعملت على تمشيط المنطقة لكن دون جدوى، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى ربط الاتصال بعناصر فرقة الغطس التابعة لثكنة القيادة الجهوية للوقاية المدنية بفاس، التي حلت صبيحة هذا اليوم، بعين المكان لتتمكن في أقل من ساعتين من انتشال جثة الهالك. وزادت المصادر ذاتها، أن عناصر من المركز الترابي للدرك بالورتزاغ وقائد قيادة تافرانت، انتقلت إلى مكان غرق الشاب، وأشرفت على عملية انتشال الجثة ومعاينتها، قبل توجيهها صوب مستودع الأموات بالمستشفى الغساني بفاس، من أجل إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة، موازاة مع البحث القضائي المفتوح من قبل النيابة العامة المختصة. وأمام الارتفاع الملحوظ في عدد حالات الغرق بالإقليم، أوضح منصف بودري، فاعل الجمعوي ، في اتصال مع كاب24 تيفي، أن المنتجعات السياحية بالإقليم في حاجة إلى تأهيل وتنظيم محكم لتفادي حالات الغرق، مطالبا للمجالس المنتخبة والجهات المسؤولية باحتواء هذا الوضع المقلق عبر تخصيص مبلغ من الميزانية لتأهيل المنتجعات، خاصة تلك التي تعرف توافد الزائرين الراغبين في الاستجمام من مختلف المناطق بالجهة، في ظروف وقائية وقانونية، أو منعها بصفة نهائية تفاديا لسقوط مزيد من الضحايا. وسجل المتحدث ذاته، غياب فرق متخصصة ومعدات لوجستيكية لانتشال ضحايا الغرق من أعماق السدود بالإقليم، بالثكنات التابعة للوقاية المدنية بكل من الورتزاغ وتاونات والقرية وغيرها، رغم المجهودات التي تبذلها عناصرها، متسائلا عن كيف أن هذه المقرات محاطة بأنهار وسدود وأودية ولا تتوفر على فرق متخصصة ومعدات لوجسيتكية لانتشال جثث الضحايا التي قد تنتشل بعد مرور 48 ساعة أو أكثر على غرقها، بحيث غالبا ما يتم استقدام فرق متخصصة من مدينة فاس ومكناس يضيف بودري، الذي طالب في نفس الوقت بضرورة إمداد هذه الثكنات بعناصر متخصصة أو على الأقل المعدات اللوجستيكية، لانتشال جثث الضحايا في الوقت المحدد وتقليص انتظار أسرهم. جدير بالذكر أن حالة الغرق المسجلة، أمس، تعد الحالة الثالثة في أقل من أسبوع، بحيث سبق له وأن سجل حالتي غرق، الثلاثاء والخميس الماضيين، وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات الإقليمية منع السباحة بحقينة السدود المتواجدة بالإقليم ، فما زال شبح الغرق يتربص بأرواح العديد من الشباب والأطفال والشيوخ خاصة الوافدين منهم.