الاخبار والتقارير الإعلامية التي تأتي من إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في الصين واضطهاد الايغور الصينيين والتنكيل بهم أشد التنكيل من قبل سلطات النظام الصيني بسبب انهم مسلمين من خلال معسكرات، مرعبة ومخيفة ، ويقدر الخبراء أن ما يصل إلى مليوني شخص من الإيغور قد فقدوا من معسكرات الاعتقال بينما يتواصل احتجاز حوالي مليون شخص إلى الآن انه اعتقال بذريعة مكافحة الإرهاب وحماية مصالح الصين الاقتصادية والثقافية وسط صمت دولي رهيب وصمت مطبق من العالم الإسلامي باستثناء تركيا التي تبقى الصوت النشاز والوحيد الذي لازال يتحرك في رقعة الشطرنج السياسي من أجل وقف هذه المذبحة التي تسيئ إلى العالم وهي وصمة عار في جبين الإنسانية بكل ماتحمله من كلمة. اضطهاد النظام الشيوعي الصيني للأقليات المسلمة في الصين وهم مواطنون صينيون والتي تزايدت وتيرتها بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية مباشرة بعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للصين والذي دافع عن حق الصين في مواجهة الإرهاب لم تأتي من فراغ؛وإنما هي مباركة من النظام السعودي للتنكيل بالمسلمين بالصين من خلال المفهوم الجديد للإسلام الذي جاء بها ولي العهد السعودي ورؤيته التغريبية الاستبدادية في وأد تطلعات الشعوب الثائرة بالمنطقة وتفصيل اسلام على مقاسه خدمة لمصالح دولية هو مما لاشك زمن اضحى فيه المسلم كبش فداء ومجرد رقم في التوافقات السياسية للانظمة الدولية خاصة العربية و أرض الحجاز والحرمين التي من المفروض ان تكون حصنا حصينا ومنيعا للمسلمين وتحتضن اقدس مقدسات المسلمين أضحت للأسف الشديد خنجرا في خاصرة العالم الإسلامي وهذا راجع إلى تكوينها التاريخي الحديث التي تأسست على يد جواسيس الفترة الاستعمارية (مذكرات مستر همفي البريطاني ) لضرب الخلافة العثمانية وتمزيق العالم الإسلامي وتجزيئ المجزء وتقسيم المقسم في تحالف ايديولوجي ديني سلفي وهابي. ومن المفارقات الغريبة أن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو صرح في تغريدة له مؤخرا على تويتر عن رفضه لسياسة الصين تجاه الأقليات المسلمة بالصين وعن استنكاره للنفاق الصيني تجاه المسلمين . ربما تصريحات بومبيو جاءت في سياق المصالح السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة بالشرق الأدنى وأيضا الى طبيعة النظام الثقافي و الاجتماعي الأمريكي والذي بلورها في نظام ديمقراطي تضمن الحرية الدينية والثقافية والعدالة لجميع مكونات المجتمع الأمريكي. لكن ولأن السياسة مصالح فإن الاضطهاد الصيني للايغور الصينيين إنما جاء بسبب تشرذم المسلمين وعدم اجتماع كلمتهم في بلورة رؤية حقيقة نحو بناء تكتل سياسي واقتصادي على خطى الاتحاد الأوروبي. ويبدوا أن قمة كوالالمبور الأخيرة قد كشفت لنا عن مدى هشاشة منظمة التعاون الإسلامي التي أضحت بدون فائدة تذكر وما محور السعودية ومايدور في فلكها لإفشال قمة ماليزيا التي سعت إصلاح جذري لهذه المنظمة ماهي إلا دليل على أن منظمة التعاون الإسلامي هي مجرد ديكور يؤثث لمصالح أنظمة سياسية ضيقة. ومع تشجيع الاستجابة الدولية الصامتة كثفت الصين مساعيها لإدماج إقليم شينجيانغ في النظام الثقافي الصيني من خلال هدم المناطق السكنية للمسلمين في أورومتشي ومدن أخرى وتم استبدال مناطق الأويغور التي كانت مزدحمة ذات يوم بمناطق خاضعة لسيطرة الشرطة والتي تقوم بمقام الشرطة الدينية مهمتها تطهير الاقليم من مظاهر الثقافة الإسلامية والتي تعتبر جزء أصيل في الثقافة الصينية. المفارقة العجيبة هي أن الصين تبرر مستشفيات إعادة التأهيل باعتبارها ضرورية لتطهير عقول المسلمين الصينيين من الأفكار المتطرفة، التي تدعم الإرهاب (لإسلاموي) في الخارج بشكل فعال على سبيل المثال منعت الصين مرارا وتكرارا عقوبات الأممالمتحدة ضد مسعود أزهر رئيس الجماعة الإرهابية التي تتخذ من باكستان مقراً لها والتي تعتبرها الأممالمتحدة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات الإرهابية في الهند بما في ذلك هجوم على البرلمان، وفي الآونة الأخيرة، على قافلة شبه عسكرية. لكن ربما ايضا مع الصمت الإسلامي المخزي والمخجل تجاه اضطهاد المسلمين في الصين جاء بالتوازي مع دعم النظام الصيني لأنظمة ديكتاتورية في المنطقة العربية كنظام بشار الأسد الذي نجح هذا الأخير في تسويق بضاعته إلى المجتمع الدولي انه يحارب (الإرهاب الإسلامي) إضافة إلى صعود وبروز نجم الحركات والاحزاب اليمينية المتطرفة بالعالم الغربي بشكل لافت واستغلالها لخطاب الاسلام فوبيا. هذا الكره المعولم للإسلام يشكل ضربة مزدوجة للأويغور، فهم تقريبا جميعهم مسلمون وقد اختبروا فوبيا الإسلام في الغرب حسب تقرير صادر بصحيفة الغارديان مؤخرا ، مما يجعله أكثر صعوبة بالنسبة إليهم طلب اللجوء والبدء في حياة جديدة طبيعية خارج الصين. لكنه يوفر أيضا بيئة دولية مثالية للصين للاستمرار بقمعها في شينجيانغ ،في الحقيقة لا يمانع بعض القادة الغربيون معاملة كل المسلمين كإرهابيين، مثلهم مثل المسؤولين الصينيين في شينجيانغ هذا هو المبدأ الذي يقف وراء حظر المسلمين من السفر إلى الولاياتالمتحدة الذي حاول تمريره دونالد ترمب، وهي سياسة لا يزال يناضل من أجل فرضها في المحاكم الأميركية كما يقع هذا التفكير في صلب الدفاع الإسرائيلي عن مجازرها في غزة، ويشكل ذريعة مشينة ولم يتردد ترمب ورئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول يوما في استخدامها لتبرير سياساتهم على الساحة العالمية إذن على الناس الذين يدافعون عن حقوق الايغور اتخاذ موقف قوي ضد المعاملة اللاإنسانية للمسلمين من قبل الغرب وحلفائه أيضا.