أعلنت منصة "أفيتو" عن نتائج دراسة تدرس حول سلوكيات شراء المواد المستعملة حيث تشير إلى أن 96% من المغاربة مستعدون لشراء المواد المستعملة. وقالت المنصة في بلاغ صادر عنها إن الرقمنة حولت عمليات بيع وشراء المنتوجات المستعملة إلى ظاهرة مجتمعية يزداد انتشارها يوما بعد يوم. ففي الوقت الذي ظلت فيه مبيعات المواد المستعملة حكرا على الملابس والأثاث، توسع سوق المواد المستعملة في الوقت الراهن ليشمل جميع أصناف المنتوجات. وقد لجأ إليه الناس بداية لدواعي اقتصادية وعملية محضة، وأصبح اليوم يعتمد على البعد البيئي كحافز إضافي للمستهلكين الحاليين، ليؤدي بذلك إلى تثمين تصور ومفهوم "الاقتصاد الدائري". البلاغ أضاف أن الموقع يسجل كل يوم أزيد من 800 ألف زيارة ، بمختلف ربوع المغرب، من طرف المستعملين الباحثين عن الصفقات الجيدة أو الراغبين في إعادة بيع المنتجات الغير المستعملة ناتجا على ذلك أزيد من 23.000 عرض مدرج يوميا و 250.000 نوايا شراء يومية على الواجهة الإلكترونية والتي يعد تطبيقها واحدا من التطبيقات الأكثر تحميلا بالمغرب متجاوزا 10 ملايين عملية تحميل. وتبعا لتصور المستهلكين فإن هاجس ترشيد النفقات، لشراء أكثر واقتناء الأحسن، هو العامل الأول الذي أدى إلى الارتقاء بسوق المواد المستعملة. وتلك هي الظاهرة التي أصبحنا نلمسها منذ سنوات بسوق السيارات. اللجوء إلى اقتناء المواد المستعملة هو في حد ذاته وسيلة لتمديد حياة المنتجات وخطوة مهمة نحو اعتماد "الاقتصاد الدائري". وبالرغم من أن هذا العامل لا يشكل المحرك الرئيسي لاتخاذ القرار، فإن هذا الحافز الجديد أضحى اليوم ميولا مستقبليا واعدا. البلاغ ذاتع نقل عن زكرياء غسولي، مدير عام منصة Avito.ma قوله: "حاليا يشهد سوق المستعمل ازدهارا مهما. فاختيار شراء المواد المستعملة هو بالفعل وسيلة للتوفير والاقتصاد، وأيضا خطوة نحو تبني وتداول صيغة الاقتصاد الدائري. ومن محاسن هذه الصيغة الأخيرة أنها تساهم في تمديد حياة المنتجات وبالتالي تفادي التبذير، مع إمكانية ربح المال. ونحن لدى أفيتو، نحرص باستمرار على مواكبة مستعملي موقعنا بغية إعطاء حياة ثانية وجديدة للمواد المستعملة، تفضيل الاستعمال على الامتلاك، وبالتالي المساهمة في التقليص الجذري لأثر البصمة البيئية". علاوة على الربح الاجتماعي والاقتصادي، فإن أثر سوق المستعمل على البيئة يظل واحدا من المزايا والمنافع الرئيسية والمهمة. وقد أفضى تقرير "The Second Hand Effect" المنجز سنويا من طرف موقع Avito.ma بشراكة مع المعهد السويدي للأبحاث البيئية ومكتب إيثوس الدولي الاستشاري، إلى إنجاز قياس دقيق لمدى تأثير هذه المنصة على البيئة ومساهمتها في تقليص البصمة البيئية. وللإشارة، فإن هذه الواجهة التجارية الإلكترونية تساهم بالملموس في تحقيق اقتصاد مهم بمجال الغازات المسببة للاحتباس الحراري عبر تفادي إنتاج أزيد من 508.451 طن من غاز أكسيد الكربون، 29.276 طن من البلاستيك، 10.281 طن من الصلب والحديد و834 طن من الألومنيوم. وهذا يعادل الانبعاثات المترتبة عن إنتاج ما يناهز 114 مليون كانيطة، 589.000 رحلة جوية ذهاب-إياب ما بين الدارالبيضاء ونيويورك، أو التوقف الكلي لجولان السيارات بالدارالبيضاء لمدة 3 أشهر كاملة. وحسب المنصة فعمليات بيع و شراء المنتجات المستعملة في غالب الأحيان عبر القناة الرقمية، إذ أن 88% من الأشخاص المستجوبين يستخدمون منصة Avito.ma، وكذلك عبرعدة قنوات على غرار شبكات التواصل الاجتماعي وأسواق بيع المنتجات المستعملة. وتبعا للدراسة المنجزة من طرف Avito.ma، فإن 80% من الأشخاص المستجوبين يلجئون إلى شراء المواد المستعملة بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة والرغبة في الاقتصاد وتوفير الأموال، كما عب 47% منهم عن رغبتهم في تحقيق أفضل الصفقات، يليه بعد ذلك عامل اقتناء المنتوجات النادرة والغير موجودة بالسوق وذلك بنسبة 20% من الأشخاص الذين شملهم التحقيق. أزيد من 96% من المغاربة على استعداد لشراء منتوج مستعمل و88% على استعداد لإعادة بيع المنتوجات التي لم يعودوا في حاجة لاستعمالها. إلى ذلك كانت لدى 93% تجربة شراء مواد مستعملة. وقد أوضحوا أيضا على أن الميزانية المخصصة لذلك ارتفعت بشكل ملحوظ خلال 12 شهرا الأخيرة بنسبة 65%، متجاوزة بذلك 10.000 درهم بالنسبة ل27% من الأشخاص المستجوبين. أما فيما يخص البيع، فنحو 90% من الأشخاص المستجوبين سبق لهم أن باعوا بعض المنتوجات التي لم يعودوا في حاجة لاستعمالها. كما تعد سهولة المعاملة عاملا مهما للتحفيز على شراء المواد المستعملة على الأنترنت. أزيد من 17% من المستجوبين تجذبهم إمكانية الشراء عن بعد ودونما حاجة للتنقل من منازلهم، خاصة في ظل السياق الحالي الموبوء حيث أضحى هاجس التوجه إلى المراكز التجارية والأسواق محفوفا بالمخاطر والمخاوف. على موقع أفيتو، هناك العديد من المهنيين والخواص ممن يقترحون إمكانية توصيل المنتجات المعروضة من طرفهم للبيع. ويتم إبرام عملية البيع في أجل لا يتعدى 15 يوما لدى 70% من الأشخاص المستجوبين. كما عبر97% من المستجوبين عن رضاهم التام على هذه التجربة. على رأس المنتجات الأكثر مبحوث عنها، هناك المواد الإلكترونية بنسبة 56%، وربما بسبب السرعة التي تطبع عملية إنتاج الأجهزة الإلكترونية، الأمر الذي يؤدي إلى قصر مدة امتلاكها، بما أنها ستصبح متجاوزة بفعل ظهور منتجات متطورة أكثر. في المرتبة الثانية، هناك الأثاث ولوازم الديكور التي تعرف إقبالا متزايدا بنسبة 39%. أما في المرتبة الثالثة فقد حلت التجهيزات الخاصة بالمواليد الجدد والرضع بنسبة 20%. ومع إطلالة الموسم الدراسي الجديد، هناك أزيد من 56% من زوار الموقع يعتزمون اقتناء بعض التجهيزات المستعملة على موقع أفيتو. وفي هذا الإطار، فالمنتوجات الأكثر بحثا عنها هي الآلات الإلكترونية والتجهيزات واللوازم المكتبية التي بلغت على التوالي 66% و41%.