ما هو مقدار التلوث المحتمل تفاديه سنويا بفضل تجارة المنتجات المستعملة، إذا ما عوض كل منتج مستعمل، إنتاج منتج جديد؟ الجواب يوجد في تقرير ل"ساكند هاند إيفيكت" أنجزته المجموعة النرويجية "شيبستيد ميديا غروب"، الرائدة عالميا في سوق الإعلانات، والموجودة بالمغرب عبر "أفيتو". وخلص التقرير إلى أن فوائد تجارة المواد المستعملة تنعكس على التنمية المستدامة بالإيجاب، على اعتبار أن هذه المقاربة الاستهلاكية المدمجة في حياتنا اليومية تحقق فرقا ملموسا. وكل شهر، يتبادل أكثر من 6 ملايين مغربي، عبر موقع تجاري معروف، منتجات مستعملة من أجل إعادة التدوير، أو الإصلاح، أو التحويل. وهم بذلك يساهمون دون أن يكونوا على علم، بكل تأكيد، بأهمية هذا النهج، في "تقليص البصمة البيئية بطريقة ناجعة، كما تدل على ذلك اليوم، نتائج دراسة "ساكند هاند إيفيكت". فقد تمكن مستعملو أهم المواقع التجارية عبر "النيت" بالمغرب، من اقتصاد 400 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون بالمملكة. هذا الرقم يعد مهما، عندما تتم مقارنته بزهاء ثلاثة أشهر من التنقل دون مركبات بمدريد، أو 470 ألف رحلة جوية ذهابا وإيابا بين الدارالبيضاء ونيويورك، ويعتبر احتساب فوائد تجارة المنتجات المستعملة على البيئة، من خلال هذه المواقع، تحديا حقيقيا، وكان من الأهمية القصوى ضمان موثوقية علمية المشروع السويدي للبحث البيئي، ترتكز على فرضية أن كل منتج مستعمل تم بيعه، هو بديل عن تصنيع منتج مكافئ، بما في ذلك تدبير النفايات المرتبطة بالمنتج. وبتحليل المنتجات التي تباع على "أفيتو"، استخلص المعهد السويدي للبحث البيئي معطيات مناخية، واحتسبها قصد الحصول على ما يعادلها من الكيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون. في سنة 2016، مكنت فئة السيارات بشكل كبير من اقتصاد أكبر نسبة من غازات الاحتباس الحراري. مع تفادي إنتاج 348 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، هو الرقم الذي يبين أن السيارات والعربات الأخرى منتجات معقدة، وأن إنتاجها يتطلب كمية كبيرة من الطاقة. وتأتي في المرتبة الثانية فئة الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الوسائط المتعددة، حيث تساعد على اقتصاد 44 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. الدراسة التي قام بها مكتب مستقل لفائدة مجموعة "شيبسيد" بثمانية مواقع، التي قدمها أول أمس بالدارالبيضاء، زكريا الغسولي، المدير العام ل"أفيتو"، أثبتت بشكل ملموس أن هذا النمط من الاستهلاك يتسم بالفاعلية، فهو لا يفيد فقط الكوكب باقتصاد ملايين من الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه يساهم، أيضا، في الاقتصاد الحقيقي من خلال توفير إمكانية اقتناء بعض السلع مع إنشاء روابط اجتماعية. ومنذ أولى دوراته في 2013، يشرح تقرير "ساكند هاند إيفيكت" تأثير المواد المستعملة، سنويا، وكذا مزايا سوق المواد المستعملة على البيئة. وبالتالي، فإن هذه الدراسة تدخل في إطار مواصلة برنامج دولي مكن "شيبستيد ميديا غروب" من اقتراح تقارير مشابهة في ثمانية بلدان عبر ثمانية مواقع تابعة إلى المجموعة، وهي بلوكيت (السويد)، فين (النرويج)، توري (فينلندا)، ليبونكوين (فرنسا)، جوفوغاس (هنغاريا)، سوبيتو (إيطاليا) وفيبو(إسبانيا)، وأفيتو (المغرب)، حيث كشف أن المواقع الثمانية التي تضم 60 مليون مستعمل شهريا، أتاحت اقتصاد أزيد من 3.16 مليون من ثاني أكسيد الكربون في سنة 2016. وفي تعليق له على نتائج دراسة "ساكند هاند إيفيكت"(تأثير المواد المستعملة)، صرح الغسولي، "هذا التقرير يبين مزايا والتأثير الذي يمكن أن ينجم عن نموذج تجارة المواد المستعملة، كما هو الحال بالنسبة لنماذجنا التجارية في كل مكان عبر العالم من خلال مستخدميها. إن الاقتصاد الدائري ينمو في المغرب، ونحن نؤكد التزامنا بالتنمية المستدامة".