كتب أذكى رجل في العالم "ستيفن هوكينج" رسالة غاضبة مما يحدث في سوريا، أمس الاثنين 17 فبراير، ووجها إلى العالم، ونشرت الرسالة صحيفتا "واشنطن بوست" الأميركية و"الغارديان" البريطانية. كتب هوكينج: "ليس من الذكاء في شيء أن نشاهد مقتل أكثر من 100 ألف شخص أو استهداف الأطفال، بل يبدو الأمر غباءً محضاً، وحتى أسوأ من ذلك، عندما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إلى العيادات الطبية، كما ستوثق منظمة "أنقذوا الأطفال" في تقريرها المقبل، وعندما تُبتر أطراف أطفال بسبب الافتقار إلى معدات وأدوات طبية أساسية، ويموت رضع حديثو الولادة في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء". بدا هوكينج متأثراً جداً بما يحدث في سوريا، وخصوصاً وقوف العالم متفرجاً أمام الموت الذي يأتي من التطور التكنولوجي، وغياب تلك التكنولوجيا والمعدات الحديثة عند الحاجة لها لإنقاذ إنسان سوري يموت أمام العالم الذي يقف متفرجاً منذ ثلاث سنوات. وكتب: "إن العدوان كانت له أفضلية أكيدة من أجل البقاء، لكن عندما تلتقي التكنولوجيا الحديثة مع العدوان القديم، فإن الجنس البشري بكامله والكثير من أشكال الحياة الأخرى على الأرض تكون مهددة". "ما يحصل هو فظائع مقرفة" "ما يحصل في سوريا هو من الفظائع المقرفة"، بهذه الكلمات اختصر هوكينج ما يحدث هناك في سوريا، وتابع: "ما يجري في سوريا عمل منكر وبغيض، يراقبه العالم ببرود عن بعد، فأين ذكاؤنا العاطفي؟، أين إحساسنا بالعدالة الجماعية؟". هي دعوة لحماية أطفال سوريا، ألقاها هوكينج في وجه العالم: "يجب أن نعمل معا من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية أطفال سوريا، فالمجتمع الدولي يقف متفرجًا منذ ثلاث سنوات، فيما يحتدم هذا الصراع مُجهِضًا كل أمل، وأنا بصفتي أبًا وجدًا أُتابع عن كثب معاناة أطفال سوريا، عليَّ أن أقول: كفى!". واختتم هوكينغ قائلا: "نحن نعرف الآن أن أرسطو كان مخطئًا، فالكون لم يوجد منذ الأزل، بل بدأ قبل نحو 14 مليار سنة، لكنه كان مصيبًا في أن الكوارث الكبرى تشكل خطوات كبيرة إلى الوراء بالنسبة إلى الحضارة. والحرب في سوريا قد لا تمثل نهاية البشرية، ولكن كل ظلم يُرتكب يكون شرخًا في الواجهة، التي تبقينا متلاحمين، ومبدأ العدالة الكوني قد لا يكون مترسخًا في علم الفيزياء، لكنه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى وجودنا. ومن دونه لن يمضي وقت طويل بكل تأكيد قبل أن يتوقف الجنس البشري عن الوجود". وهوكينغ عالم فيزياء نظرية، ولقب ب"أذكى رجل في العالم"، وله أبحاث نظرية في علم الكون، وأبحاث عن العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية. وله أيضاً دراسات عن التسلسل الزمني، كما جعل مفاهيم الفيزياء المعقدة أكثر مرونة لتكون سهلة الفهم لدى الجميع. وأصيب، وهو في عمر 21، بمرض عصبي يدعى "التصلب الجانبي" جعل منه مع مرور الزمن مقعداً غير قادر على الحراك، وأصيب في العام 1985 بالتهاب رئوي، واضطر إلى اجراء عملية جراحية لشق حنجرته أفقدته بعدها القدرة على الكلام كلياً. ويتخاطب مع الآخرين بكتابة الكلمات على شاشة. وهو إلى الآن يعتبر أعظم عقل عبقري يعيش بيننا، وصاحب الفضل في الكثير من النظريات الفيزيائية والعلمية غير المسبوقة.