كما كانت “مسطرة رابعة” تهمة حبست الطالب صاحبها، فإن “دبوس رابعة” الذي يحمل الأصابع الأربعة بخلفيته الصفراء، قاد طبيبة مصرية إلى خلف القضبان. ميرفت جليلة رئيس قسم الأشعة بمستشفى ميت غمر بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمالا)، محبوسة الآن في قسم شرطة ميت غمر، بعد حبسها 15 يوما بتهمة إثارة الشغب داخل المستشفى والانتماء لجماعة محظورة، حسب لائحة اتهامات النيابة، وذلك بعد أن تسبب تعليقها لدبوس رابعة في إثارة مشكلة مع إدارة المستشفى التي استدعت لها الشرطة. والدبوس، هو نوع من الحلي شبيه للمشبك يتم تثبيت به الملابس. بدأت وقائع القضية، في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما ألقي القبض علي ميرفت جليلة من داخل قسم الأشعة التي ترأسه بمستشفى ميت غمر، بعد ارتدائها دبوس عليه إشارة “رابعة” داخل المستشفى، قبل أن يتهم زوجها أمن المستشفى بالاعتداء عليها بالضرب والسب، وتحال إلي النيابة العامة التي تقرر حبسها 15 يوما علي ذمة التحقيقات. عصام عزب زوج الطبيبة المحبوسة قال للأناضول، إن جميع الشهادات التي أدلى بها الأطباء والفنيين والعمال بالمستشفى كانت لصالح زوجته، وأن لجنة وزارة الصحة المكلفة بالتحقيق في الواقعة وجهت أسئلتها إلى شهود الواقعة (طبيبة/ 2 فنيين/ ممرضة)، وجميعهم أكدوا أن الاتهامات الموجهة إلي زوجته “غير صحيحة”. وأوضح أنه “تم نصب كمين من مديرالمستشفى عبد الحفيظ فؤاد لتكرار وضع زوجتي دبوس رابعة علي ملابسها، وقام بالاتصال بمركز الشرطة، ودخل ضابط المباحث لزوجتي وطلب منها أن تذهب معه لقسم الشرطة، فرفضت فصفعها على وجهها وسبها بالأب والأم وبأقذر الشتائم في غرفة الكشف في حضور مريض كانت تعالجه”. وقال إن لجنة الصحة التي حققت في القضية، وعدته بسماع أخبار سارة، متمنيا أن تخرج زوجته خلال العرض علي النيابة العامة المقرر له يوم الأحد المقبل. ونفي عزت “اتهامه مع زوجته الطبيبة المحبوسة بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين”، وقال إن “ارتباطها بدبوس رابعة جاء عرفانا لجار لهم يدعى عبد الرحمن وهو طبيب مات خلال فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب الماضي”. ووجهت النيابة للطبيبة المحبوسة فى القضية رقم 644 لسنة 2014 إدارى بندر ميت غمر، عدة اتهامات من بينها الانضمام إلى جماعة محظورة، والاشتراك فى تجمهر وتعطيل العمل بالمستشفى، فضلا عن اتهامها بالحديث مع المرضي في الأمور السياسية. من جانبها، تقدمت نقابة الأطباء بشكوى رسمية إلي وزارة الداخلية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، والنائب العام هشام بركات، ووزيرة الصحة مها الرباط، وبحسب بيان صادر عن لجنة الحريات بالنقابة “استمع ممثلي النقابة بشكل شخصي لشهادات العديد من الحضور من العاملين بالمستشفى بمختلف وظائفهم، وأكدوا براءة الطبيبة من تهم إثارة الشغب أو توجيه المرضي سياسيا”. وأضاف أحمد حسين مقرر لجنة الحريات بالنقابة في تصريحات صحفية قبل يومين، أن “الواقعة غاية في الخطورة بغض النظر عن أي توجيه سياسي، وما حدث كارثة ومهزلة، فلا يوجد تشريع يحرم ارتداء دبوس يحمل هذا الشعار”. وأضاف: “حتى لو كانت مدانة، فلا يوجد أي سند قانوني يسمح للضابط بصفعها وسبها والقبض عليها من داخل المستشفى بهذا الشكل المهين”. وتضامنا مع الطبيبة، نظم عدد من أطباء الدقهلية، وقفة احتجاجية قبل أيام أمام المستشفى، إلا انها سرعان ما تم فضها بعد اعتداء مواطنين عليهم أدي إلي إصابة عدد منهم بجروح. وهو ما دفع سعيد سامي صالح رئيس قسم العلاج على نفقة الدولة بمستشفى ميت غمر لتقديم استقالته، اعتراضا على اعتقال زميلته وحبسها 15 يوما، والاعتداء علي باقي زملائه خلال الوقفة. كما أصدر مجلس نقابة الأطباء بالمحافظة بيانا يستنكر خلاله ما حدث مع جليلة، وقال إن ما حدث “لا يمت للإنسانية ولا احترام القانون بصلة دون إثم أو جريرة ارتكبتها”. وأضاف المجلس في بيانه أنه قام بتكليف المستشار القانوني للنقابة بتولي الأمر، ومتابعة القضية أولًا بأول. وواقعة دبوس رابعة تذكر بواقعة مسطرة رابعة حيث كانت النيابة العامة اخلت في 22 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، سبيل طالب بالمرحلة الثانوية بعد احتجازه نحو 30 يوما، بتهمة “حيازة مسطرة عليها شعار رابعة العدوية” بحسب اتهام النيابة. والمسطرة عبارة عن “عمود منتصب” يتم استخدامه بين التلاميذ كآداة للقياس. وشعار “رابعة” هو صورة لأربعة أصابع منتصبة، باللون الأسود على خلفية صفراء، وهو شعار يستخدمه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للتذكير بميدان رابعة العدوية الذي شهد اعتصامهم لأكثر من 48 يوما.