يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، و لهذا العيد أساطير متعددة مرت عبر التاريخ عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير قصة الرومان حيث كانوا يعتقدون أن 'رومليوس ' مؤسس مدينة روما أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة و الذكاء فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل سنة تحت مفهوم الحب الإلهي. ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلا في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. هذا باختصار مفهوم عيد الحب الذي اتخذت منه وسائل الإعلام عيدا رسميا، فيما انتشرت هذه الظاهرة بين شباب المسلمين ذكورا وإناثا تمثلت في تقليدهم للنصارى في الاحتفال بعيد الحب بسبب الإنفتاح الإعلامي المزخرف الذي سيطر على أمتنا حتى لوثت عقلها بمفاهيم خاطئة لا تمس للدين الإسلامي بأي صلة. الحب الحقيقي في مفهومه هو أسمى وأرقى أنواع المشاعر وهو من المعاني العظيمة التي يسعد الإنسان بها في حياته فيضفي عليها البهجة السرور، وعظمة هذه المشاعر تتجلى في اتباع ما شرَّع الله تعالى، لكي يكون الإستمتاع بها استمتاعا مطلقا وشرعيا، و في ديننا الحنيف تعددت صور الحب، فهو لا يقف عند حب الأزواج فقط، فمن صور الحب نذكر : حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حب شرع الله محبة الأقارب والعشيرة والمتاع والنعم حب المساكين والأعمال الصالحة حب الأوطان و غيرها من أشكال الحب التي تصب في منحى واحد، و هو حب الله عز وجل و ما شرعه، هذا يعني أن الحب في الإسلام لا يقتصر على يوم واحد، فكلمة ' حب ' مقترنة بكلمة الإسلام الذي يعني السلام، فيا مسلمين، هل يحُزُّ في أنفسكم أن تختصروا كل هذا هذه المشاعر في يوم واحد وأنتم خير أمة اصطفاها الله تعالى لتمثل السلام و الحب عبر بقاع العالم؟