البوس أشكال وألوان ومشاكل ، ومشكلتنا مع البوس لا تعد ولا تحصى ، فما إن تخمد نيران قبلة ما حتى تستعر نيران قبل أخرى تنسينا عن القِبلة وما فيها . فتقبيل يد الأمير جر علينا تنكيتا وسخرية محلية ودولية، وقبل ذلك وبعده رأينا شيخا تقوس ظهره ونحل منه الجنبان ينزل ليبوس يد الهمة في همة وحيوية ، ولا من تساءل عن مغزى القبلة أو دوافعها وغاياتها ، ورأينا بعد ذلك صورة شاب في مقتبل العمر ينزل ليبوس يد عمدة فاس " السي شباط " وهو يصطنع الغبطة والسرور والنشاط ، ولا من يقول لهذا أو ذاك " لعنو الشيطان وباركا ما تستعبدو في بني الإنسان " . واليوم نسى جزء من هذا الشعب مناقشة أسباب الأزمات المتعددة التي تخنق هذا البلد ، ونأى ثلة من المحللين والسياسيين والمناضلين عن مناقشة التقارير المحلية والدولية الخاصة بالمغرب والتي تزكم الأنوف ، وفضلوا مناقشة جوج بوسات " سخان " الأولى في الفضاء الجوي والثانية في الفضاء الفايسبوكي . طبعا الكل أمسى مطلعا على على زوبعة بوسة " سبيدرمان " لصاحبتو في الطائرة التي كان يستقلها عبد العزيز أفتاتي وبعض الإخوان من حزب العدالة والتنمية ، وكيف تصرف هؤلاء بغيرة ولدتها تلك البوسة السبيدرمانية والتي كادت حسب شهادة كاتب حداثي أن تجعل الطائرة تبوس الأرض بوسا يشوي أجساد راكبيها ويغض أبصارهم إلى يوم القيامة . هذا بخصوص البوسة الأولى أما الثانية فهي تعبر عن خيبة أمل راكبة جَمَل ، وتتمثل في قيام كاتب حداثي هو الآخر بنشر صورة على الفايسبوك يبوس فيها زوجته ويدبجها برسالة موجهة إلى أفتاتي مفادها " الى ما عجبك الحال سد عينيك" . شخصيا حين سمعت بقصة فريق العدالة والتنمية في الطائرة ، تعجبت لأفتاتي ومن معه ، وقلت في نفسي ، أنه كان الأولى بالإخوان الممانعين لرؤية هذا الفيلم على الطائرة أن يمنعوها من على شاشات دوزيم وأخواتها اللواتي يفرقن بين المجامع والمجالس بالبوس المدسوس في الأفلام الميكسيكية وما شابهها حتى لا ينطبق عليهم بيت الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم فراه من العيب والعار وقلة المسؤولية في دولة إسلامية أن تحتضن الدولة وتمول قناة يستحي الأب وابنه من متباعتها معا خشية أن تكسر صفو جلستهما بوسة غرامية بصبغة حرامية . وحين رأيت صورة موليم العروسي وهو يفتخر بنشر صورة يبوس فيها زوجته الفنانة التشكيلية كنزة بنجلون قلت في نفسي لقد صدق من قال أن الزبلة كاتقلب على ختها 40 سنة ومني كايتلقاوا كايبوسو بعضياتهم وكينشروا زبلهم في الفيسبوك . حقا ، كم هو مؤلم ومخزي أن تنشغل التماسيح والعفاريت بنهب الخيرات وسرقة الفلوس ، وأن ينشغل من يعول عليهم في رد الفلوس بالبوس بوس ، ليصنعوا لنا ولهم بالبوس واقعا لا يبتعد عن قصة المرأة التي كتب إليها زوجها البخيل ذات مرة رسالة يقول فيها : " زوجتي الحبيبة :لا أستطيع إرسال أي مبلغ من راتبي هذا الشهر، لذا سأرسل لكِ100 قبلة وقبلة " فما كان منها إلا أن ردت عليه بعد أسبوع برسالة جاء فيها : " زوجي الغالي: شكراً لقبلاتك ال100، وإليك تفاصيل صرفها للنفقات:أنفقت على بائع الحليب قبلتين،أنفقت على البقال7 قُبَلات،وصاحب المنزل يأتي كل يوم ويأخذ قبلة أو قبلتين،والجزار , و ناس آخرون كالبواب والسباك أخذوا ما يقارب 40 قبلة،.، فرجاءً لا تقلق علي، فما يزال عندي 35 قبلة، وأتمنى أن تكفيني لهذا الشهر،وكن على يقين أنني سأتبع هذه الطريقة في الأشهر المقبلة، لأنها حلت لي الكثير من المشاكل " . وكل بوسة والشعب في دار غفلون ...