كل يوم يتحفنا أولاد العدالة والتنمية بغرائبهم وعجائبهم، فبعد "بوسة سبيدرمان"، التي كادت تسقط طائرة قادمة من القاهرة إلى الدارالبيضاء، كاد برلماني آخر أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين الرباط ومالابو، حيث كان وفد برلماني مغربي يرأسه برلماني من حزب الاستقلال يتابع أشغال الاجتماع الدوري للاتحاد البرلماني الفرنكوفوني، وكان ضمن الوفد برلماني من العدالة والتنمية عن دائرة مكناس، إدريس الصقلي عدوي، الذي كاد يتسبب في الكارثة. وأثناء أشغال المؤتمر وعندما جاءت فرصة وفد جمهورية مالي في الحديث فتدخل النائب البرلماني من العدالة ليطالب بمنع وفد البرلمان المالي من الحديث بدعوى أن البرلمان المالي غير ديمقراطي وليس منتخبا عبر صناديق الاقتراع. وتسبب تدخله في قلق شديد وتوتر غير منتظر وعبرت غينيا الاستوائية التي تحتضن المؤتمر عن استيائها من هذا التصرف الذي يخرج عن اللياقة الديبلوماسية. وأمام وضع التوتر الذي أحدثه نائب العدالة والتنمية ربط سفير مالي الاتصال مع البعثة المغربية بمالابو قصد الاحتجاج، وقام السفير المغربي بشرح الوضع معتبرا أن ما قاله البرلماني المذكور هو رأيه الشخصي، ولا يمثل الدولة المغربية ولا البرلمان المغربي. ولتطويق هذا التوتر الديبلوماسي قام سفير المغرب بمالابو بجمع الوفد المالي والوفد المغربي مع استثناء الصقلي عدوي وبحضور برلمانيين من غينيا قصد جبر الخواطر. يبدو أن أولاد العدالة والتنمية لم يعد يكفيهم تقديم دروس الديمقراطية، الغريبة عنهم وعن طقوسهم، للمغاربة فقط وللأحزاب المغربية بل شرعوا في تقديمها للدول الأخرى، وذلك انسجاما مع توجههم الدعوي حيث يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن نشر دعوتهم في كافة بقاع العالم الجاهلي والمفتون. يقع هذا في وقت ما زالت تداعيات "الحيحة" التي أقامها نواب العدالة والتنمية على متن الطائرة المصرية التي كانت قادمة من القاهرة في اتجاه مدينة الدارالبيضاء وذلك بسبب "بوسة سبيدرمان"، وكان بطل القصة هو عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن الحزب. وهذه البوسة كان شاهدا عليها عالم الاجتماع المصري سعد الدين إبراهيم الذي كتب عن الموضوع قائلا "كان مشهد قُبلة في بداية فيلم أجنبي « الرجل العنكبوتي » (Spider Man) عرضته شركة مصر للطيران على رحلتها رقم (847) المتجهة من القاهرة إلى الدار البيضاء يتسبب في كارثة لأكثر من مئة راكب، لولا شجاعة قائد الطائرة، الكابتن، والطاقم المساعد له، المكون من : ثريا وفا، وأمنية مصطفى، ويُسرا عاطف عبد العاطي، وعمرو صبري، ووليد صبري، ومحمود حميدة، ورجلي الأمن : محمد توفيق علي، وأحمد سمير مبروك"، الإخوة الإسلاميون المغاربة لم يعجبهم فاتحة فيلم "الرجل العنكبوتي"، بسبب القبلة المتبادلة بين بطل وبطلة الفيلم. فطلب كبيرهم من طاقم الطائرة إيقاف عرض الفيلم على الفور.. وحاول طاقم المضيفين أن يمتصوا غضب الإسلاميين المغاربة، بتقديم غمامات على أعينهم، حتى لا يروا الفيلم. كما شرحوا لهم أن على الطائرة أكثر من ثمانين مسافرا آخرين، يريدون مشاهدة الفيلم. ولم يهدؤوا إلا بعد أن قرر الربان النزول في الجزائر فانتابهم خوف جديد وتراجعوا تحت الشعور بالخوف.