توصل الباحثون إلى أن تناول الاسبرين بعد الإصابة بجلطة دماغية خفيفة يقلل من خطر الإصابة بجلطة دماغية كبيرة لاحقة. حيث تشير الدراسات إلى أن عدم البدء بالعلاج عن طريق جرعات الاسبرين عقب الجلطات الدماغية الخفيفة، يؤدي لإصابة أكثر من ثلث الأشخاص بجلطة دماغية كبيرة خلال عام على الأقل. ونشرت الجمعية الأميركية للجلطات الدماغية على موقعها الخاص على الانترنت، تحذيرات تتعلق بالإصابة بالنوبة الدماغية الخفيفة (توصف على أنها جلطة دماغية تحذيرية)، حيث يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الجلطة الدماغية الكبيرة اللاحقة. وقال بيتر روثويل، كبير معدي الدراسة من وحدة أبحاث منع الجلطات الدماغية بمستشفى جون رادكليف في أكسفورد ببريطانيا: "إن الكثيرين ممن أصيبوا بجلطة دماغية عابرة لم يسعوا للحصول على رعاية طبية ولم يشعروا بأنها حالة طارئة". حيث وجدت دراسات سابقة أن إعطاء المريض خليطا مكثفا من العقاقير، يعمل على الحد من خطر الإصابة بجلطة دماغية كبيرة خلال الأيام التالية للإصابة، ولكن لم يكن الأمر واضحا بالنسبة لاستخدام الاسبيرين أو عقاقير أخرى. يذكر أن الدراسة نشرت في دورية لانسيت 18 أيار، حيث شارك 15 ألف مشارك في 12 تجربة، للمقارنة بين العلاج بالاسبيرين والعلاج بدونه بعد الإصابة بالجلطة الخفيفة. وأكد الباحثون بعد التجربة أن تناول الاسبيرين يحد من خطر تكرار الإصابة بجلطة دماغية خلال الأسابيع الستة التالية بنحو 60%، إضافة إلى تقليل خطر الإصابة بجلطة دماغية قاتلة بشكل أكبر بصرف النظر عن الجرعة أو سن المريض. وعلق البروفسور غرامي هانكي من جامعة وسترن أستراليا على الموضوع قائلا: "إن عدم العلاج بالاسبيرين بعد الإصابة بالجلطة الخفيفة، يمكن أن يسبب الإصابة بجلطة دماغية كبيرة في 5% من الحالات خلال يومين، وفي 10% من الحالات خلال أسبوع و15% خلال شهر". وجدير بالذكر أن الاسبيرين المسيل للدم يحد من تجمع الصفائح الدموية، ومن ثم يساعد على منع تكوين الجلطات الدموية التي تنتج عن تمزق وتآكل الصفيحات الدموية في الشرايين التي تزود المخ بالدم، مما يؤدي إلى منع الجلطات التي تسد الشرايين وبالتالي التسبب في جلطة دماغية.