مع بداية كل صيف تصبح مدن مغربية ، مقصداً للسائحين العرب وقبلة للعديد من السياح الغربيين. وغالبية هؤلاء هم من أثرياء يبحثون عن المتعة في المغرب، ويظل الجانب الأسود و المسيطر فى هذه المتعة هو الجنس . واعتادت العديد من مراكز الشرطة في مدن مغربية كبرى كالدارالبيضاء ومراكش ، ضبط العشرات من قضايا الدعارة سنوياً، أبطالها خليجييون وأروبيون يتصيدون فتيات الليل من مناطق عديدة بشوارع هذه المدن أو ببعض المناطق الساحلية لها ككورنيش عين الذياب بالدارالبيضاء ، أو من أمام الفنادق الشهيرة والساحات المعروفة كساحة جامع الفنا بمراكش الحمراء . ومع نهاية موسم الربيع لهذه السنة وحلول الصيف بدأ الكشف عن مجموعات جديدة من «شبكات المتعة» أبطالها أثرياء خليجيون وليبيون ومغاربة ، تفننوا في إقامة ليال فاقت ليالي شهرزاد وشهريار ، وحولوا ليالي مدن سياحية بشكل عام وليالي الدارالبيضاء على وجه الخصوص إلى وكر لما يصطلح عليه ب " البونغا بونغا " . فيلات تعوض الملاهي والكاباريهات
بمجرد أن تشرع "الكباريهات" والملاهي الليلية المتمركزة بمحيط "عين الذياب" بالعاصمة الاقتصادية المغربية في إغلاق أبوابها حتى تدب إلى المنطقة طقوس غريبة ومتفاوتة يمارسها أثرياء داخل " فيلات " جعلت من ثالوث الجنس والخمر والمال مجالا للتنافس والإبداع بين أناس لا تؤثر فيهم أزمة اقتصادية أو ارتفاع أسعار محلية ، ولا تضرهم إشارة الأصابع نحوهم بفساد أو إفساد ، ولا تخيفهم دوريات الشرطة ولا رجالاتها ، ولا يهمهم إلا التباهي والافتخار بإقامة سهرات وليال حمراء يباح فيها كل شيئ ولا يحرم فيها أي شيئ ، سهرات لو اطلع عليها بعض الفقراء من عامة الشعب لظن نفسه بأرض غير المغرب من شدة ما سيراه من بذخ وإسراف وتبذير للأموال . اللباس والسيارة أول إشارة ولأن حكاياتهم أغرب من كل خيالات المبدعين ، ولأن سهراتهم أغلى بكثير مما يتوقعه البسطاء ، ولأنهم يعلمون أن قيمة المرء في مجالسهم تقاس بمأكله وملبسه ومشربه ومركبه ، فهم قرروا ألا يرتدوا إلا ما غلا ثمنه وخف وزنه من أرقى الماركات وأجودها، وفضلوا ألا يركبو إلا عينة خاصة من السيارات يصل ثمنها إلى 500 مليون سنتيم ، تبتدئ بالمازيراتي وبوغاتي الإيطاليتين وتنتهي بالمايباخ الألمانية . وجوابا عن سؤال لماذا هذا النوع من السيارت بالضبط ، أفاد مصدر مطلع بخابايا هذه السهرات بأن السبب الرئيسي وراء تفضيل أبطال البونغا بونغا لعينة من السيارات دون غيرها هو التفاخر وإثبات الذات والأفضلية أمام الآخرين . سهرات ثقيلة في الميزان سهرات المغاربة وغيرهم في إطار ما يسمى ب " البونغا بونغا " تتجاوز كل التقديرات والتصورات ، فليلة واحدة قد تكلف ما يعتبره العديد من المغاربة ثروة مالية ، والطريق إلى مثل هذه السهرات لا يعبد للعموم ، إذ ليس كل من يمتلك رصيدا في البنك يخول له الحضور إلى سهرات البونغا بونغا ، بل إن هذه السهرات تخصص فقط لعدد محدود يحرص القائمون عليه ألا يتجاوز عشرة أشخاص يؤدون مسبق تكاليف الانخراط التي لا تقل في الغالب عن 10 ملايين سنتيم يتم صرفها بعد تجميعها على لوازم سهرة واحدة ومتطلباتها . فساد حتى مطلع الفجر عندما تبدأ سهرات البونغا بونغا فإن من قدر عليه أن يحضرها من بسطاء الشعب سيجزم لا محالة بأن أبطال السمر في هذه السهرات ليسوا مغاربة ، فطقوسهم لا تمت إلى المغاربة بصلة ، وما يقدم في تلك السهرات بعيد كل البعد عن أخلاق وثقافة المغرب ، فعلى أنغام موسيقى غربية متنوعة تتمايل أجساد شبه عارية ، لا تتوقف عن الرقص إلا لتشم " غبرة بيضاء " تجدد بها نشاطها ، أو لتنصت لمزاد يقام على قنينات خمر تقدر بالملايين ، ذلك أن مرتادي هذه السهرات لا يفضلون إلا خمرا " باذخا " هو الآخر ،لذلك فلا غرابة إن كانت أنواع غالية من الخمر ك "لومنتراشي أو "."شاتو ماتون روتشيلد" هي ما يؤثت لتلك السهرات . وبعد أن يتناول الكل عشاءه قبيل الفجر، تبدأ عملية فرز الذكور للإناث، وبعد طقوس شاذة على مسبح الفيلات المخصصة لهذا النوع من السهرات ينفرد كل مدعو بمدعوة لتبدأ عملية الجنس الجماعي معلنة بذلك عن فساد حتى مطلع الفجر . الأمن يتحرك ... بعد أن كثر الحديث عن فيلات البونغا بونغا بالدارالبيضاء شنت مصالح الأمن التابعة لأمن أنفا نهاية الأسبوع الماضي حملة مداهمات واسعة استهدفت فللا وشققا فاخرة مفروشة معدة للدعارة يتم كراؤها بأثمنة باهظة لليبييين وخليجيين قصد إقامة ليال حمراء بعيدا عن صخب العلب الليلية وضجيج الشريط الساحلي لعين الذياب . وانتقل رجال الأمن إلى فيلتين بعين الذئاب تمارس فيهما طقوس غريبة من بينها حفلات الجنس الجماعي بحضور فتيات لم يتجاوزن عقدهن الثاني رفقة رجال معروفين في عالم السياسة والمال والأعمال ، لكنهم فوجئوا بإغلاقهما وغياب أصحابها بل وغياب الزبناء الذين كانوا يترددون عليهما كل ليلة. وقد كلفت عناصر أمن بمراقبة مجموعة من الفيلات التي تشير إليها أصابع الاتهام بكونها متخصصة في الدعارة الراقية ومفتوحة في وجه أثرياء معروفين وفتيات متخصصات في الحضور إلى حفلات البونغا بونغا .