كان المستكشف الأسترالي “جريفيث تايلور” أول من شاهد ما يشبه الدم يخرج من أحد الشلالات الجليدية الموجودة في القطب الجنوبي، حدث ذلك في مطلع القرن العشرين وتحديداً في سنة 1911، ومنذ ذلك الوقت والخبراء يحاولون إيجاد تفسير منطقي لهذه الظاهرة الغريبة. يخرج الماء الأحمر الدموي من قمة مَثْلِجَة بيضاء ليهوي كشلال من الدم في بحيرة بوني، في مشهد مدهش لا نظير له، اليوم يطلق الناس على هذه الظاهرة شلالات الدم. يعتقد العلماء أن المكان الذي ينبع منه شلالات الدم، قد تكون حول مجرى مائي قبل حوالي 2 مليون سنة، أول نظرية حاولت أن تفسر ظاهرة شلالات الدم جاءت من جيولوجيين اعتقدوا أن مياه الشلالات مختلطة بطحالب لونها أحمر، لكن ثبت بعد الفحص والتدقيق خطأ هذه النظرية. يميل العلماء في وقتنا الحاضر إلى النظرية التي تقول أن مياه الشلالات الغنية بالكبريت والحديد، تحتوي على كائنات دقيقة كانت تعيش في تلك المياه منذ 2 مليون سنة. في سنة 2009 نشرت عالمة الأحياء الدقيقة الجيولوجية “جيل مايكوكي” نتائج دراستها عن شلالات الدم، وجاء في الدراسة أنها اكتشفت وجود 17 كائن دقيق في مياه الشلالات المتعطشة للأكسجين، وأن هذه الكائنات الدقيقة تستخدم الكبريت والحديد للتنفس، وأن المياه يتحول لونها للأحمر عندما تقابل الهواء الطبيعي المشبع بالأكسجين، حيث يتفاعل الحديد الموجود بالماء مع الأكسجين ويتحول لونه إلى الأحمر البراق.