نظرا لأهمية الغذاء في الحفاظ على سلامة الحاج وصحته، ودوره في مساعدته على إتمام مناسكه في أفضل الأحوال، لا بد من إلقاء الضوء على النقاط التي تجب مراعاتها عند اختيار المأكل والمشرب؛ ضمانا لسلامة الحاج من الأمراض فهو يحتاج إلى التغذية السليمة والمتنوعة التي تمده بالطاقة اللازمة وبالنشاط والحيوية، وتقيه الأمراض التي قد تعيق أداءه لمناسك الحج، مع ضرورة تجنب الأغذية المكشوفة والمشروبات، أو الماء الملوث والتي تتسبب في الإصابة بالتسمم. للتعرف على الطريقة المثلى للتعامل مع الطعام، واختيار الطعام المناسب، إليكم الإرشادات الغذائية التي تؤمن لكم غذاء صحيا ومتكاملا أثناء أداء مناسك الحج: ✗ الإكثار من شرب الماء والسوائل الباردة (غير المثلجة) خلال فترة الحج من الأمور المهمة جدا، خصوصا مع التعرق الشديد في الطقس الحار خلال تأدية مناسك الحج ولتفادي الجفاف والإمساك. ✗ التخلص من بقايا الطعام وعدم تخزينها حتى لا تكون عرضة للفساد، والحرص على تنظيف اليدين بالماء والصابون أثناء إعداد وتناول الطعام. ✗ الإكثار من شرب عصائر الفواكه الطازجة، ومشتقات الألبان، لتعويض نسبة الماء التي يفقدها جسم الحاج نتيجة المجهود العضلي الذي يؤديه في المناسك، محذرا من كثرة تناول المنبهات كالشاي والقهوة لأنها تتسبب في إدرار البول وفقدان المزيد من سوائل الجسم. ✗ لمن يعاني الإمساك: عليه الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات، الفواكه المجففة، البرقوق، الخس، النخالة، والإكثار من شرب الماء والسوائل، والتقليل قدر المستطاع من تناول الموز والتفاح وعصيره والياغورت والأرز والبطاطس والجزر، والابتعاد عن المنبهات كالقهوة والشاي. ✗ لمن يعاني الإسهال: عليه الإكثار من شرب الماء وعصير التفاح المعلب حتى لا يصاب الحاج بالجفاف، والتقليل من تناول الحليب، مع الحرص على تناول الياغورت (قليل الدسم) والتأكد من تاريخ الصلاحية، وتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، إضافة إلى تناول الموز والتفاح (بدون القشر) والأرز والبطاطا المسلوقة. ✗ لمن يعاني من الحموضة: عليه تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل والبهارات، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على الخل والليمون والبرتقال، والابتعاد عن تناول المنبهات (الشاي والقهوة)، والحرص على تناول الطعام الصحي والمتوازن مع عدم الاستعجال في تناوله، ومضغه جيدا، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام. ✗ لمرضى التهاب جدار المعدة والقرحة: يفضل أن يتناول المريض الماء الفاتر ومغلي زهور البابونج وحساء الخضر، أيضا الجبن الأبيض قليل الأملاح والخبز المحمص بعد مضغه جيدا، وينصح بشرب النعناع أو البابونج، والقاعدة العامة ألا يفرط في الطعام وملء المعدة. يراعى للمصابين بالقرحة ألا تكون المأكولات ساخنة جدا، أو باردة جدا عند تناولها وأن توزع المأكولات على خمس وجبات، ويراعى عدم ملء المعدة وأفضل المأكولات اللبن الحليب، حساء الخضر (شوربة الخضار)، خاصة القرع والجزر. والامتناع عن البصل والثوم لأنهما يهيجان الغشاء المعدي، أيضا البقوليات ذات القشرة مثل الفول، الفاصوليا والبيض المسلوق. ✗ لمرضى السكري: تناول وجبة خفيفة مع شرب كمية من السوائل قبل البدء بأداء المناسك، أو التنقل بين المشاعر، مع الحرص على ضبط التوازن بين الغذاء والدواء، وأخذ قسط من الراحة بين الطواف والسعي، وأثناء رمي الجمرات إذا شعر المريض بالحاجة إلى ذلك. يجب على مريض السكري اتباع حميته قبل أداء الفريضة، حيث يجب أن تحتوي الوجبة على العناصر الأساسية مثل الكربوهيدرات-الخبز الأسمر القمح الكامل، وكذلك الخضروات والتي يجب أن يكثر منها (الطماطم، الخيار، والجزر) فهذه الخضار مسموحة للحاج المصاب بالسكري، فهي غنية بالألياف الغذائية والفيتامينات. أما الفواكه والعصائر فيجب أن تكون بمعدلات مناسبة وحصص لا تزيد عن أربع حصص يوميا، فالحصة الواحدة أو الوجبة الواحدة من الفواكه تكون مثلا برتقالة، تفاحة، نصف كأس عصير 4 تمرات فقط، وعدم تناول السكريات البسيطة كالحلويات والمشروبات الغازية والكيك، كما أن الحليب منزوع الدسم من أهم السوائل لصحة الحاج، يجب عليه التأكد من شرب السوائل بشكل جيد حتى وإن لم يشعر بالعطش. ✗ لمرضى الأنفلونزا والتهاب الجهاز التنفسي: تناول الأغذية الغنية بالخضروات والعصائر الطبيعية، والفواكه الغنية بفيتامين (ج) مثل: البرتقال والماندارين، لما يحتويانه من أملاح معدنية تعطي الجسم مناعة تجاه نزلات البرد. ✗ لمرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب: الالتزام بالحميات الغذائية قليلة الأملاح والدهون، والابتعاد عن تناول المعلبات والأطعمة المحفوظة، وتجنب التدخين، أو الجلوس بجانب المدخنين، حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكوليسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم، مع شرب الحليب واللبن منزوع الدسم، وشوربة الخضار، والفواكه والعصائر الطازجة. ✗ لمرضى الكلى: من لديهم مشاكل في التبول فليشرب السوائل ضمن المحدد له، وليتجنب التعرض المباشر للشمس وتقليل الأغذية المالحة، أو تجنبها، كذلك التقليل من الكافيين. أمثلة الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والتي قرر لدى البعض تجنبها: الحمضيات، الموز، الطماطم، الشوكولاتة، المكسرات، التمر، الفواكه المجففة، السبانخ، سمك السالمون، الجزر المطبوخ والخبز الأسمر كذلك. ✗ لمرضى الكوليسترول: تراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الدجاج بدون جلد، الحليب ومشتقاته (قليل أو خالي الدسم) والإكثار من الخضروات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط. والتقليل من المكسرات بأنواعها، اللحوم الدسمة، صفار البيض، الثمار المجففة والحلويات. ✗ للمصابين بتصلب الشرايين: الحاج المصاب بتصلب الشرايين عليه عدم تناول الدهون والشحوم، وأكل الخضر والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية. إرشادات وقائية للحماية من التسمم الغذائي: ✗ تناول الأطعمة من أماكن معروفة وعدم تناولها من الباعة المتجولين في الطرقات. ✗ غسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام وعدم التكاسل أو الاستخفاف بهذه النصيحة؛ فكثيرا ما يكون سبب التسمم الغذائي عدم الاهتمام بغسل اليدين، وهذا قد يحرم ذلك الحاج من إكمال مناسك الحج. ✗ تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي، مثل الأسماك، أو الدجاج، أو الكبسة السعودية التي غالبا ما توزع بالمجان. ✗ التأكد دائما من أن مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم. ✗ عدم الإكثار من تناول الأطعمة أكثر مما تم التعود عليه، فإن ذلك قد يسبب بعض الاضطرابات الهضمية والشعور بالغثيان. ✗ التأكد دائما من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والأتربة. ✗ حفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيدا عن الأوساخ والحرارة. ✗ التأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها، فقد تكون مصدرا لنقل الجراثيم أو العدوى في حال عدم نظافتها. ✗ تغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة. ✗ التأكد من عدم ظهور أي علامة على فساد الأطعمة، سواء المطهية، أو الطازجة، أو المعلبة.