وضعت تنسقية المعارضة الجزائرية النزول إلى الشارع ضمن مقترحات اجتماعها المنعقد أول أمس، بمقر حركة النهضة الذي أفردت فيه حيزا كبيرا للتحذير من الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي الذي تمر به البلاد، مجددة دعواتها إلى السلطة بضرورة الإسراع في تنظيم انتقال ديمقراطي. وقال المكلف بالإعلام لحركة النهضة، محمد حديبي، لجريدة "الشروق" أمس، أن تنسقية الحريات والانتقال الديمقراطي تدرس إمكانية تنظيم تجمعات وندوات جهوية في إطار العمل الجواري وذلك في غضون الأسابيع المقبلة، لتحسيس الشارع بالوضع الذي تمر به الجزائر. ولفت حديبي إلى أن الاجتماع الذي تغيب عنه رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، وحتى ممثله المحامي عمار خبابة، الذي راجت مؤخرا أخبار عن انسحابه من العمل السياسي، ناقش الوضع العام للبلاد، أين ركز المجتمعون على التعليمات التي وجهتها الحكومة إلى الولاة على خلفية تراجع أسعار البترول وحديثه عن إمكانية لجوء الجزائر إلى الاستدانة. واعتبرت التنسيقية في بيانها الختامي إلى أن "اعتراف السلطة بفشلها في تسيير الشأن العام للدولة والوعود التي أطلقتها في عدة استحقاقات واللجوء إلى الحلول الترقيعية ما هي إلا مناورة لربح الوقت واستغفال الشعب ومزيد من التعقيد للأزمة عوض تحمل مسؤولية الفشل وإرجاع الأمانة للشعب". ودعت تنسيقية المعارضة السلطة للشروع في التفاوض على الانتقال الديمقراطي، لتجنيب البلاد المخاطر المحدقة بها اليوم، خاصة وأن الوضع الخطير الذي آلت إليه يؤكد صدقية طرح التنسيقية المتُضمن في أرضية مزفران والداعي إلى استعجال حل سياسي تشارك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية الحية في البلاد.
وحذر قادة التنسيقية من تسارع وتيرة تدهور الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الجزائر نتيجة حالة الشلل التام والاستقالة الميدانية لهرم مؤسسات الدولة من تحمل تبعات ما يجري في البلاد باستخدام سياسة الهروب إلى الأمام واستنزاف قدرات البلاد المادية والمعنوية بما يهدد بتفكيك البنية التحتية للدولة الجزائرية وجعلها في أجندة الأطماع الخارجية.