أقر الاجتماع الذي شاركت فيه وزارات الخارجية والتعاون والداخلية والعدل والحريات العديد من القرارات التي وصفها مصدر “اليوم 24″ ب”الضرورية والحاسمة”، والتي تصب جميعها في تحسين أداء عمل قنصليات المملكة في الخارج. ومن بين القرارات، يقول المصدر ذاته، أن “سيف العزل” سيطال بعض القناصل، مشددا على أنها لن تكون واسعة ولن تشمل عددا كبيرا منهم وستقتصر على من ثبت في حقهم التقصير بالدليل القاطع، ومؤكدا أن “الرسالة قد وصلت لكل من يعنيهم الأمر بعد خطاب الملك، وأن زمن التساهل قد انتهى”. وقال المصدر ذاته إنه قد جرى إعداد لائحة بأسماء شابة وجديدة تتميز بالكفاءة للنهوض بأعباء الإصلاحات التي ستطال القنصليات التي ستشهد تغييرات، والعديد من القنصليات التي سجلت بخصوصها ملاحظات، “فالغرض هو تحسين جودة الخدمات وتبسيط المساطر ما أمكن، وقد هذا كان أبرز الأهداف التي جرى الاشتغال عليها في كل الاجتماعات التي عقدت”، فضلا عن حركة تنقيلات ستطال العديد من الموظفين الذين يؤدون مهام إدارية. ورجح المصدر أن يصدر في الساعات المقبلة بلاغ بشأن ما جرى الاتفاق عليه بين صلاح الدين موزار ومصطفى الرميد ومحمد حصاد. وكان خطاب الملك، بمناسبة عيد العرش، قد أحدث، الخميس الماضي، رجة كبرى داخل أروقة وزارة الخارجية والعديد من قنصليات المملكة في الخارج، إذ انتقد صراحة عمل بعض قنصليات المملكة، موجها وزير الخارجية مباشرة، فيما يشبه الأمر، إلى ”ضرورة العمل، بكل حزم، لوضع حد للاختلالات والمشاكل التي تعرفها بعض القنصليات”، وب”إنهاء مهام كل من يثبت في حقه التقصير، أو الاستخفاف بمصالح أفراد الجالية، أو سوء معاملتهم”. “غضبة الملك” فتحت ملف قنصليات المملكة، بحسب مصدر ل”اليوم 24″، مؤكدا أنها مقدمة لإحداث تغييرات في المرحلة المقبلة، ستكون من نتائجها إسقاط بعض القناصل الذين ثبت تقصيرهم في أداء مهامهم، مضيفا: “لأجل ذلك عقدت لقاءات ماراطونية لمسؤولي الوزارة لدراسة توجيهات الملك والسعي لتنزيلها على أرض الواقع”. وقد جرى في وقت سابق تجميد عطل العديد من القناصل وبعض الموظفين، إذ تمت مراسلة المعنيين لمزاولتهم أعمالهم بشكل اعتيادي، في انتظار توجيهات جديدة، خاصة وأن أطر الوزارة كانت تعكف على لائحة تعديلات بناء على توجيهات من القصر الملكي وبعض إحالاته لتظلمات المهاجرين، والبعض الآخر بناء على شكاوى مواطنين مغاربة في الخارج جرى التحقق من صحتها، فضلا عن تقارير تتوصل بها الوزارة في إطار مراقبتها لعمل القنصليات. وكان الملك قد ذكر أنه وقف، خلال الزيارات التي يقوم بها إلى الخارج، وعندما يلتقي ببعض أفراد الجالية بأرض الوطن، على ما أسماه “انشغالاتهم الحقيقية”، كاشفا أنه كان يعتقد أنهم يواجهون بعض الصعوبات داخل المغرب فقط، لكن “عددا منهم يشتكون أيضا من مجموعة من المشاكل في تعاملهم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج”، مبرزا أن بعض القناصلة “عوض القيام بعملهم، على الوجه المطلوب، ينشغلون بقضاياهم الخاصة أو بالسياسة”.