قرارات جريئة وحازمة تنتظر عددا من القناصلة "المغضوب عليهم"، بعد اعتكاف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ووزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات، خلال اليومين الماضيين وإلى غاية اليوم الأربعاء، على تحضير قرار رسمي يهم إجراءات مباشرة، على خلفية التعليمات التي وجهها الملك محمد السادس من خلال خطاب العرش الأخير بضرورة العمل، بكل حزم، لوضع حد للاختلالات والمشاكل المرصودة بشكل مؤثر، إلى جانب حماية كل مصالح أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. مصادر من داخل الاجتماع الوزاري أكدت البصم على حالات، وصفت ب"القليلة"، لقناصلة ممن سيتم إعفاؤهم من مهامهم بعد الوقوف على اختلالات إدارية وقانونية تهم تدابيرهم، مشيرة إلى أن الإجراءات ستشمل أيضا تعيين أطر مغربية جديدة، ذات كفاءة عالية، على مستوى القنصليات التي طالها الإعفاء، في حين تهم الإجراءات أيضا تنقيل بعض المسؤولين الإداريين إلى قنصليات جديدة. وتوقف الاجتماع الوزاري المذكور، الذي من المنتظر أن تعلن تفاصيله اليوم، على الإجراءات التي ستهم عمل مجموعة من القنصليات مع مغاربة العالم.. بحيث وصفت مصادر هسبريس القرارات التي تم اتخاذها ب"الحازمة"، وستتم عبر اتباع المساطر القانونية التي تقع تحت إشراف الوزارات الثلاثة، فيما أوكلت مهام متابعة إجراءات الحكامة والتدبير الداخلي للقنصليات إلى مديرية الشؤون القنصلية التابعة لوزارة الشؤون الخارجية. إلى جانب ذلك، اتفق الوزراء مزوار وحصاد والرميد على أسماء جديدة لشغل مناصب عدد من المصالح القنصلية المغربية عبر العالم، وهي "بروفايلات" عالية في الخبرة والمهنية، ومن المنتظر أن تستمر في نهج باقي القناصل العامين من حيث جودة الخدمات المقدمة للجالية، وتعزيز الدور السياسي والثقافي والاقتصادي للقنصليات، وأيضا تسهيل القرب والتواصل فيما يهم انشغالات الجالية المغربية التابعة لدوائرهم القنصلية. واستندت الإجراءات التي بصم عليها الوزراء، على "ميثاق القناصلة العامين للمملكة المغربية"، الذي سبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون أن وقعه قبل عام مع القناصلة العامين للمغرب بالخارج، وهو الميثاق الذي يرمي إلى تطوير قنصليات أكثر انفتاحا وفعالية "تأخذ بعين الاعتبار الانتظارات الجديدة للمرتفقين، عبر سلوك مهني ولبق، وتحسين نسبة رضا المرتفقين عن الاستقبال وجودة الخدمات". وتنضاف هذه الإجراءات إلى ما سبق لصلاح الدين مزوار، الممسك بحقيبة "الشؤون الخارجية" ضمن الائتلاف الحكومي الحالي، خلال لقاء حزبي بالدار البيضاء، حول تأجيل العطلة الخاصة بالقناصلة لمُدّة أسْبوع، وذلك حتى يتم "الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة لتنظيم عمل القنصليات في الخارج" وفق تعبير صلاح الدين مزوار، الممسك بحقيبة "الشؤون الخارجية" ضمن الائتلاف الحكومي الحالي.