أدى الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد التضامن ببيساو. وذكر الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة ، بقول الله تعالى في محكم كتابه " لئن شكرتم لأزيدنكم" ، موضحا أنه من النعم التي يلزم شكرها ، توفيق الله تعالى للمؤمنين، بأن تجتمع كلمتهم وتتوحد صفوفهم وتأتلف قلوبهم. وتابع أن الدين الإسلامي الحنيف في اعتداله وسماحته ، ومراعاته لمصالح العباد ، حث الناس على التعاون على البر والتقوى ، ونهاهم عن الإثم والعدوان، مبينا أن البر هو إيمان وإقامة صلاة وإيتاء زكاة وعمل المعروف وإطعام محتاج ومد يد العون لمعوز ، وأن التقوى هي اجتناب ما نهى الله عنه وامتثال ما أمر به ظاهرا وباطنا. أما الإثم ، يقول الخطيب ، فهو ما حاك في الصدر من الشر وتردد فيه ، مبرزا أن العدوان هو انتهاك حرمة الله تعالى الواجبة له في حق من حقوق الله أو حقوق العباد. وأوضح الخطيب أن هذه كلها قواعد كلية تتجلى منها عظمة الدين الاسلامي وسموه وشموله لأنواع الخير للإنسان، وأن المسلمين هم في أمس الحاجة للتنافس في مضمار عمل الخير ليحييهم الله تعالى حياة طيبة، مؤكدا أن المسلمين "ما أحوجهم للاقتداء بهذا الشريف الأصيل والملك النبيل ، أمير المؤمنين محمد السادس ، الذي يجوب بلدانا ودولا ويزور من المسلمين شعوبا وقبائل ، متعرفا عليهم ، جالبا الخير لهم ، مساعدا لهم بمشاريع الخير والنماء ، واصلا لما يربطهم به من رحم في الدين ومحبة في الله ورسوله". واستشهد، في هذا الصدد، بما رواه الإمام مالك في "الموطأ " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يقول الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في و المتزاورين في و المتجالسين في". وبعدما ذكر الخطيب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له" ، قال إنه "بمناسبة حلول أمير المؤمنين بين أظهرنا ولما أجراه الله على يده من بر وإحسان إلينا ، نسأل الله تعالى أن يجزيه بما هو أهل له ، وأن ينصره ويوفقه لما يحبه و يرضاه ، ولأن يجعل الخير على يديه ويعز به الإسلام والمسلمين ويجمع كلمتهم ويؤلف قلوبهم". وفي الختام ابتهل الخطيب وجموع المصلين إلى الله تعالى بدوام النعمة وشمول الرحمة وتمام العافية وأن يعم المسلمين بلطفه ويشملهم بعفوه. وبعد صلاة الجمعة، تفضل الملك محمد السادس، بإهداء الجهات المكلفة بتدبير الشؤون الدينية بجمهورية غينيا بيساو، 10 آلاف من نسخ المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف قصد توزيعها على مساجد غينيا بيساو. ويأتي إهداء هذه المجموعة من المصاحف في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية والقاضية بأن تقوم مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.