حتى وإن صدر بلاغ عن وزارة الداخلية ينفي أن تكون الشاحنة التي اصطدمت بحافلة "ستيام" وخلفت 34 ضحيةماتوااحتراقا شاحنة صهريجية خاصة بنقل المحروقات، فإن هذا البلاغ سكت عن طبيعة الشاحنة ولم يكشف عن أصحابها ولا عن سائقها، واكتفى بذكر أنها تابعة لشركة نقل يوجد مقرها الاجتماعي بالدار البيضاء دون تفاصيل أخرى انتظرتها عائلات الضحايا والرأي العام المفجوع. وأفادت مصادر "الأيام 24" أن الشاحنة "اللغز" هي من نوع (Scania) وكانت متخصصة في النقل التجاري الدولي من درجة (Euro4)، وكانت تجر مقطورة لنقل البضائع بدون محرك تبريد يبلغ طولها 12 متراً، وعرضها مترين ونصف المتر، وارتفاعها مترين وسبعين سنتمتراً.
وحسب مصدر خاص عاين هيكل الشاحنة المحترقة بعد الفاجعة وتحدث ل "الأيام 24"، فقد رجح فرضية تهريب البنزين الممتاز في بطن الشاحنة، وقال ب "وجود صندوق سري، مصنوع من مادة صلبة لا يستهلكه محرك الشاحنة، ويمتد طوله على امتداد عربة الشاحنة وعرضه متر ونصف المتر تقريبا، ويسع هذا الصندوق الحديدي حوالي 800 لتر من البنزين الممتاز.
ويفترض مصدرنا أن يكون الحريق المهول الذي أكل العربتين المصطدمتين والأطفال ومؤطريهم قد نتج عن تماس كهربائي في بطارية الشاحنة كانت شراراته بمثابة الزر الذي فجر قنبلة صندوق البنزين المهرّب.
وفي انتظار نتائج التحقيق القضائي الذي استبقته وزارة الداخلية، فإن كل الاحتمالات تبقى واردة، إلا أن المؤكد أن تهريب البنزين المدعم من جنوب المملكة إلى شمالها يبقى عملة رائجة في طريق الموت الوطنية رقم 1 التي شهدت الحادثة المفجعة، بحيث يربح المهربون درهمين عن كل لتر مهرب، ولكن الثمن أحيانا يكون باهظا، وهو من حجم فاجعة الشبيكة التي اهتزت لها قلوب المغاربة وكانت تستوجب حداداً وطنيا.