بعد أن كان النقص وارتفاع الأسعار في البنزين المهرب بمدن المنطقة الشرقية، محصورا في مناسبات محدودة، كعيد الأضحى، وعيد الفطر وأثناء الزيارات الملكية، فقد سجل ومنذ أسبوعين ارتفاع غير مسبوق في ثمن اللتر الواحد من هذه المادة، لينعكس بشكل واضح على قطاعات حيوية كالنقل، والفلاحة، وعلى القدرات الشرائية للمستهلك بهذه المدن. ووصل سعر البرميل الواحد حسب مصادر محلية من البنزين سعة 30 لتر إلى 240 درهم، مقابل 120 و 130 درهم المعمول بها منذ أسبوع فقط، بعد أن سجل تزايد في الطلب وتراجع في حجم العرض.النقص في الكميات المهربة، حسب نفس المصادر أثرت على «التزويد» المعتاد للباعة بالتقسيط المنتشرين في طرقات، وأزقة المدن الشرقية، خاصة بوجدة وبركان وأحفير..، حيث يتزود السائقون بشكل عادي بهذه المادة الحيوية خاصة أمام ارتفاع أسعار المحروقات المحلية، بالمحطات القليلة المتواجدة بهذه المدن والمتواجدة فقط بالأسواق الممتاز، وبعض المحطات البعيدة عن وسط المدينة. ارتفاع المحروقات المهربة اعتبر بالجهة الشرقية ،بغير المسبوق، خاصة مع الفقدان الكلي، للمحروق من نوع الكازوال، ونقص في بنزين المستعمل للدراجات النارية، في الوقت الذي ارتفع البنزين «ليسانس» بأزيد من مائة بالمائة، الأمر الذي خلف حالة من الترقب والانتظار في صفوف باعة الجملة والتقسيط، ولدى «زبناء » من أصحاب السيارات، والشاحنات، والفلاحين الذي يلجؤون إلى استعماله بكثرة لمحركات سياراتهم و لسقي أراضيهم الفلاحية. هذا الارتفاع المفاجئ أرجعته المصادر إلى تشديد المراقبة من طرف الحرس الحدودي سواء بالجانب الجزائري، والمغربي بمحور أحفير، وإلى الأعطاب التي أصابت مضخات المحروقات بمنطقة سمرة قرب مدينة مغنية، مما أثر على التزويد الطبيعي للمدن الواقعة بالغرب من المحروقات، وعلى الكميات التي كان المهربون من كلا الجانبين، يعتمدون تهريبها. هذا الوضع دفع ساكنة عريضة بالحدود الجزائرية إلى الاحتجاج في الآونة الأخيرة على التضييق على «نشاط » التهريب، الذي يشكل أحد مصادر الدخل الوحيدة لهم. وفي الوقت الذي تضيق مسارات التهريب بالجهة الشرقية على المهربين هذه الأيام، خاصة منهم، مهربوا الوقود وبعض السلع كالسجائر الخ. مصادر من الحدود المغربية أكدت أن العشرات من المقاتلات التي كان أصحابها يخترقون الحدود نحو الجزائر، تراجعت رحلاتهم المعتادة إلى الغرب الجزائري، خاصة في محاور التهريب المعروف، كالمحور الطرقي بين بركان،وأحفير، والطريق الساحلي الجديد للناظور. « كنا نعاين عبور أزيد من 60 مقاتلة في اللليلة الواحدة، لكن منذ أيام تراجع هذا العدد إلى النصف تقريبا.. » يقول أحد المواطنين من مدينة بركان، في معرض تعليقه على التراجع النسبي لتهريب البنزين، وارتفاع سعره في السوق المحلية.