اضطرت الغرفة الجنحية بابتدائية العرائش، بداية الأسبوع الجاري، إلى إرحاء النظر في شأن ملف 13 معتقلا اعتقلوا على ذمة قضية حجز 24 طنا من المخدرات بعرض البحر بسواحل المدينة، إلى غاية 6 أبريل، بدعوى عدم جاهزية الملف، في انتظار ظهور نتائج الخبرة التقنية، وحضور عناصر البحرية الملكية، وأحد المتهمين الذي اختفى عن الأنظار بعدما تم تمتيعه بالسراح المؤقت. وطالب نور الدين الصروخ، أحد المحامين ال 9 الذين يشكلون هيئة الدفاع، بضرورة استدعاء عناصر البحرية الملكية الذين ادعوا في تقرير، أنهم قاموا بانتشال 4 بحارة كانوا بالقرب من مركب “الديكي 2″ الذي تم حجز المخدرات فوقه، وهم عالقين بزورق “منقذ” يستعمل للنجاة من الغرق، بعد حرقهم لمركب “ميكريو” لمسح آثار الجريمة، من أجل توضيح روايتهم، مشيرا إلى أن الملف يلفه غموض كبير، مستدلا بعدم عثورهم على أي أثر يؤكد أن المركب تم إضرام النار فيه، خصوصا وأن البحارة صرحوا بأنهم كانوا في مهمة لتجريب المركب بعد صيانتة. من جهته، التمس المحامي نور الدين العمراني بتسريع إنجاز الخبرة التقنية المتعلقة بالمكالمات الهاتفية التي أجريت بين عناصر الشبكة، لتحديد المسؤوليات، ولتفادي تمديد مدد الاعتقال الاحتياطي لمن ستثبت براءتهم فيما بعد، ليوضح ممثل النيابة العامة أن الخبرة في طور الانجاز في غاية من السرية، وسيحيلها على هيئة المحكمة فور توصله بنتائجها. وبينما عجزت مختلف المصالح الأمنية عن اعتقال 6 أشخاص ذكرت أسماؤهم أثناء التحقيق، على اعتبار أنهم “العقول المدبرة” لعملية التهريب الكبرى، حيث أغلقت الحدود في وجوههم، سارعت استئنافية طنجة في وقت سابق إلى تمتيع أحد البحارة الأربعة الذين تم انتشالهم من قبل البحرية الملكية بالسراح المؤقت. ويتعلق الأمر ب”إبراهيم أمعضور” المنحدر من الناظور، بعد استئناف دفاعه لقرار رفض تمتيعه بالسراح المؤقت من طرف ابتدائية العرائش، ليتخلف بذلك عن حضور الجلسة الثالثة، بمبرر أنه لا يوجد بالعنوان المصرح به، وبذلك فهو لم يتوصل بالاستدعاء، حيث راجت أخبار عن فراره إلى الديار الاسبانية. وكشف مصدر قضائي ل”اليوم 24″ عن الخطة المدروسة التي لجأت إليها الشبكة لتهريب 24 طنا من المخدرات، حيث جاءت تفاصيلها على لسان ربان مركب “الديكي 2″ المسمى “عبد الغني زربي”، الذي كان على ظهر المركب رفقة 3 بحارة، حيث أكد أثناء مختلف أطوار التحقيق، أن منظمي عملية التهريب طالبوه بلعب دور في الخطة المحبوكة، حيث ظل متوقفا بنقطة بعرض المياه البحرية المغربية، في انتظار وصول “شحنات المخدرات” التي تكلفت بإيصالها إليه عدة زوارق نفاثة، على أن ينطلق هو بالحمولة في اتجاه مركب آخر كان في انتظاره على مشارف حدود المياه المغربية، حيث سيتكلف هذا الأخير بإيصالها إلى الشواطئ الاسبانية. يذكر أن شواطئ العرائش كانت، صباح 23 يناير المنصرم، مسرحا ل”مطاردة هوليوية” استعملت فيها “مروحية” و”زوارق”، ودارت أطوارها “المثيرة للغاية” بين البحرية الملكية والدرك البحري ومهربين كبار للمخدرات، حيث أسفرت عن اعتقال 14 شخصا، وحجز باخرة للصيد التقليدي وعلى متنها 23 طنا و800 كيلوغرام من مخدر الشيرا، بالإضافة إلى ستة زوارق نفاثة.