“المرأة القوية ليست بالضرورة “رجلا””، هكذا علقت سميرة سيطايل نائبة المدير العام للقناة الثانية، قائلة: “أنا امرأة قوية لكنني لست رجلا وفكرة تشبيه المرأة القوية بالرجل لابد من تغييرها. وأضافت سيطايل، التي كانت تتحدث في يوم دراسي خصصته القناة الثانية للحديث عن دور المرأة في الإعلام، أن المرأة المغربية مازال حقها “مغصوبا” ، وأن القناة الثانية تحاول قدر الإمكان تغيير الصورة النمطية عن المرأة في الإعلام، مشيرة إلى أن “دوزيم” مازالت “مقصرة” في تحقيق المناصفة في مجال اتخاذ القرار، والدليل أن غالبية رؤساء التحرير في برامج القناة هم رجال، وتمثل أعدادهم ضعفي أعداد النساء اللواتي يرأسن تحرير النشرات الإخبارية في قناة عين السبع. أما سليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية، فأكد أنه لابد من تغيير الصورة النمطية للمرأة في الإعلام، والكف عن تسويق صورة سيئة عنها من قبيل أنها لا تتقن سوى أشغال البيت، لافتا الانتباه إلى أن المرأة حاضرة بشكل جيد في القناة من خلال البرامج والمسلسلات مثل “مسلسل منانة” الذي تدور قصته عن المرأة المغربية، ويرسم صورة إيجابية عنها. من جانبها، أكدت نادية المهيدي، أستاذة وباحثة في المعهد العالي للإعلام والاتصال، أن الإعلام لا يقدم المرأة المغربية بصورة جيدة، مستندة في ذلك على معطيات رقمية تفيد أن نسبة حضور المرأة بشكل إيجابي لا يتعدى 15 في المائة، في حين 85 في المائة المتبقية تقدم فيها المرأة بشكل سلبي. وأضافت المتحدثة نفسها، أن المرأة حاضرة في الإعلام عموما بنسبة 11 في المائة، بينما يستحوذ الرجل على 89 في المائة من حضوره في الإعلام. وأوضحت المهيدي أن حضور المرأة في الإعلام يقتصر على البرامج الترفيهية الخاصة بالطبخ أو الأزياء، ونادرا ما تستضاف النساء في البرامج السياسية، مؤكدة أن الإعلام يشكك في قدرة النساء على التوفيق بين مختلف المهام في المجالات المهنية والخاصة، وأن المرأة المغربية التي حققت درجة معينة من التقدير والاعتراف في الوسط المهني، ما تزال حبيسة نظرة الاحتقار وسوء المعاملة في المنزل والشارع. من جهتها، ترى خديجة سبيل، رئيسة تحرير مجلة نساء من المغرب، أن سبب الإساءة إلى المرأة المغربية في الإعلام العربي، راجع بالأساس إلى الإعلام المغربي الذي يسوق صورة المرأة بشكل سلبي، من خلال كتابة مقالات حول العاهرات أو الساحرات، مضيفة أن الثقافة السائدة في المجتمع تنظر إلى المرأة نظرة دونية إلى حد ما، نظرا إلى ضعف الوعي واعتبار المرأة كجزء من الأثاث المنزلي ليس إلا.