نظمت القناة الثانية "دوزيم"، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، يوما دراسيا خصصته لإبراز ومناقشة أبعاد "صورة المرأة في وسائل الإعلام"، بمشاركة ثلة من الشخصيات الإعلامية والمدنية وممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة بالقطاع الإعلامي. ويأتي تنظيم هذا اليوم، حسب مسؤولي القناة الثانية، اقتناعا من القناة بالأهمية التي يحظى بها هذا الموضوع في حقل متعدد المشارب المهنية والفكرية، مشيرين إلى أن الوسائط الإعلامية بشقيها التقليدي والرقمي تسهم بشكل كبير في تشكيل المخيال الجمعي ورسم تمثلاته للمرأة، ما يفرض تقييم هذا الدور ورصد تأثيراته داخل المجتمع من حيث تصدير صور إما إيجابية أو سلبية عن المرأة، ونقلها إلى المتلقي. وفي هذا الإطار، أبرز المدير العام ل"صورياد دوزيم" سليم بن الشيخ، خلال افتتاحه أشغال هذا اليوم، أن رصد مساهمة وسائل الإعلام، لا سيما المرئية منها، في نشر الصور النمطية عن المرأة ينبغي أن يتم وفق مقاربة دقيقة تقوم على إبراز التفاصيل الدقيقة للموضوع وتجلياتها على مستوى اللغة والتربية والمناهج الدراسية على الخصوص. وأضاف أن التلفزة كوسيط إعلامي قوي، وذي حضور مميز على صعيد تشكيل اتجاهات الرأي العامة، في حاجة إلى تقنين صناعة محتوى البرامج التي تقدمها، والعمل على تثمين الممارسات الفضلى الرامية إلى ضمان حضور وازن للمرأة في هذه البرامج، مشيرا إلى أن هذا الحضور ما يزال محتشما لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية. واعتبر أن لقاء اليوم هو محاولة لإيجاد فضاء للنقاش بين المهنيين والفاعلين في الحقل الإعلامي من آفاق إنتاجية وجمعوية وصحفية ومؤسساتية متعددة بغية الوصول إلى خلاصات عملية ذات قيمة مضافة في ما يتعلق بالتحسيس بضرورة الارتقاء بصورة المرأة في وسائل الإعلام والرفع من معدل ظهورها عبر وسائل الإعلام على مستوى الكم والكيف. من جهتها، أكدت المديرة المالية للقناة والمسؤولة عن تفعيل الميثاق الداخلي للقناة للنهوض بصورة المرأة، خديجة بوجنوي، أن المبادرة لإخراج هذا الميثاق منذ حوالي سنة تنبني على يقين بأن استمرار الصور النمطية السلبية عن المرأة في وسائل الإعلام يشكل عائقا حقيقيا أمام النهوض بوضعية المرأة المغربية، مسجلة أن بلورة مقاربة تتوخى الضبط المهني الذاتي بما يخدم المناصفة في تجربة من شأنها ان تشكل تجربة مميزة تلهم باقي المنابر الإعلامية. وأوضحت، بهذا الخصوص، أن الميثاق ضم أربعة محاور رئيسية تشمل تثمين صورة المرأة كفاعل اقتصادي واجتماعي وسياسي، ومكافحة الصور النمطية السلبية عن المرأة والحرص على تنويع البرامج وملاءمة الخط التحريري بما يجسد التنوع السوسيو-ثقافي وتطور وضعية المرأة، إضافة إلى اعتماد آلية ناجعة للرصد والمتابعة. وتوزعت أشغال اليوم الدراسي، الذي رفع شعار "نساء في الواجهة"، على مناقشة مواضيع تهم إبراز "صورة المرأة في وسائل الإعلام"، و"صورة المرأة بين التقنين والتقنين الذاتي"، و"صورة المرأة في الإشهار"، و"النساء وبرامج التخييل".