الخلفي: المغرب يتوفر على ميثاق وطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام بقي حبرا على ورق أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، مساء يوم السبت الماضي بمكناس، أن الصورة التي تقدم من خلالها المرأة في الإعلام المغربي عامة والإعلام العمومي على وجه الخصوص، تعكس صور نمطية سلبية وتمييزية تحجم من دورها ومكانتها في المجتمع. وأضاف الخلفي، خلال ندوة حول موضوع «صورة المرأة في الإعلام المغربي» نظمتها (جمعية الشقائق)، أن الجهد المبذول لمحاربة الصورة النمطية للمرأة سواء في البرامج أو الأخبار «محدود»، معتبرا أن البرامج المرتبطة بقضايا المرأة والتي تناقش على مستوى الإعلام العمومي ليست برامج تهم المرأة وإنما تهم القضايا المرتبطة بها كشؤون البيت، كما أن حضورها في القضايا المتعلقة بوجودها ودورها الاجتماعي «محدود إن لم نقل منعدم». وأشار إلى أن المغرب يتوفر على ميثاق وطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام صدر قبل حوالي سبع سنوات «ترتكز فلسفته على التعامل مع المرأة ككيان له دوره ومكانته ووظيفته واستقلاليته وليس كجسد أو سلعة أو أداة»، غير أن هذا الميثاق الوطني، يقول الخلفي، لم يتم تفعيله وبقي حبرا على ورق، مما استوجب معه التفكير في إحداث مرصد وطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام. وتطرق الخلفي إلى موقع المرأة المغربية كفاعل في الإعلام، مشيرا إلى أن عدد الصحافيات بالمغرب لا يتجاوز 27 في المائة من مجموع الصحافيات الحاملات للبطاقة المهنية، في حين أن عدد الناشرات لا يتجاوز ثلاثة من أصل حوالي 80 مقاولة صحافية، أي بنسبة لا تتعدى خمسة في المائة. واعتبر أن تكريس الصورة النمطية السلبية للمرأة في الإعلام العمومي لا يمكن أن يستمر، مشيرا إلى أن هناك التزاما دستوريا والتزامات دولية للمغرب على مستوى المنظومة الإعلامية الدولية، مبرزا أن من بين التوجهات الكبرى للعمل الحكومي لمناهضة الصور النمطية للمرأة في الإعلام إرساء شراكة بين الدولة والمجتمع والعمل على إحداث مرصد وطني لتفعيل الميثاق الوطني والذي سيشكل آلية من آليات الرصد المنتظم لكيفية وشكل حضورها في الإعلام العمومي وتعزيز حضور قضاياها. وشدد على أن محاربة هذه الصورة النمطية للمرأة في الإعلام مرتبط، بالإضافة إلى الالتزام الدستوري والالتزامات الدولية للمغرب، بتحديات خارجية تهم الصورة المروجة التي كانت محط سجال على المستوى الوطني حول الصورة النمطية للمرأة المغربية في عدد من الدول والتي تبخس من مكانتها. كما أن محاربة هذه الصورة النمطية، حسب الخلفي، رهين بتطوير المنظومة القانونية وإرساء آليات مؤسساتية ودعم المجتمع المدني العامل في هذا المجال وتكثيف برامج التكوين وتأهيل المعنيين بمناهضة التمييز ومناهضة الصور النمطية ضد المرأة، داعيا إلى الرفع من حجم الجهود المبذولة لمواجهة هذه الصور النمطية. وبعد أن أشار إلى أن هناك تجارب ناجحة قدمت صور مشرقة ودالة للمرأة المغربية في بعض القنوات الوطنية ووسائل الإعلام المكتوبة أو الالكترونية، أكد الخلفي أنه لا يمكن اعتبار ذلك كافيا لمواجهة تحديات الثورة التكنولوجية في زمن «فوضى الفضائيات»، مضيفا أن مواجهة هذه التحديات مرتبط بتقديم عرض إعلامي تنافسي يواجه الغزو الذي يقدم من قبل قنوات تجارية خارجية تعمل على تكريس هذه الصور النمطية السلبية. ومن جهتها، أكدت سمية المغراوي، إعلامية سابقة بالقناة الثانية، أن صورة المرأة في الإعلام المغربي تختزل في البرامج النسائية المرتبطة بالمطبخ وبالصحة والجمال والديكور وتربية الأطفال، مشيرة إلى أن هذا النوع من البرامج يعكس مستويات يغلب عليها العرض السطحي والطابع الاستهلاكي. واعتبرت المغراوي، التي كرمت بالمناسبة اعترافا بمسارها المهني المتميز طيلة 23 سنة من الممارسة الإعلامية، أنه رغم بعض الإيجابيات التي تحسب لهذه البرامج، فإنها تكرس الصورة النمطية للمرأة لاسيما عندما يصبح شكل المرأة موجه لبيع المواد والمنتوجات الاستهلاكية.