اعتبرت الإعلامية المغربية سمية المغراوي، التي اشتغلت بالقناة الثانية 23 سنة، أن الفضائيات اليوم بمثابة «تسونامي إعلامي» يهاجم بيوت المغاربة. وترى المغراوي أن البرامج النسائية تكرس الصورة النمطية للمرأة، «حيث تربطها بالمطبخ و الديكور»، إلى جانب وصلات إشهارية تقدم المرأة «كديكور» وإنسانة مغلوبة على أمرها، تضيف المغراوي، وأضافت أن المغاربة يعرفون المرأة الإعلامية بأنها هي تلك التي تقدم الإخبار والبرامج، في غياب للمرأة المحجبة التي يقتصر وجودها كمستجوبة إن وجدت. ومن جهة أخرى، أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن العرض الإعلامي التنافسي آلية لمحاربة الصورة النمطية للمرأة في الإعلام، واعتبر الوزير أن الصورة التي تقدم في الإعلام حول المرأة، «صورة نمطية لا تعكس واقع المرأة الحقيقي»، وأكد الخلفي أثناء مداخلته في ندوة نظمتها أول أمس السبت جمعية الشقائق بمكناس، أن ربح رهان المناصفة في ظل وجود صور نمطية للمرأة، ينبغي معه رفع الجهود المبذولة، بالإضافة إلى الجهود الموجودة مع ضرورة تقديم عرض تنافسي مضاد لغزو القنوات الأجنبية. واعتبر المتحدث الحكومي أن الجهود التي بذلت محدودة لمحاربة الصورة النمطية للمرأة في الإعلام، وأفاد الخلفي أنه من النقاط الأساسية التي تمت مناقشتها عند إعداد دفتر التحملات، هو «طبيعة حضور المرأة في الإعلام»، وقال إنه تم الاتفاق على أن تعد القناتين تقريرا سنويا للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري حول الموضوع، كما تم التنصيص على لجنة الأخلاقيات، بالإضافة إلى الاتشفاق على إحداث مرصد وطني كآلية لرصد شكل ونوعية حضور المرأة في الإعلام العمومي، وأضاف الخلفي أن الدستور المغربي نص على إحداث هيئة لمكافحة جميع أشكال التمييز ضد المرأة، من مهامها أيضا محاربة الصور النمطية عن المرأة المغربية والتي تظهر كرديف للشعوذة و الجنس، مشددا أن ذلك التزام داخلي دستوريا ودوليا في الآن نفسه، يقول الخلفي، «لأن المغرب صادق على محاربة الاتجار في البشر، وبالنسبة لنا في الحكومة ينبغي أن يكون هذا الأمر فوق المزايدات السياسية والجمعوية وغير ذلك». وفي سياق متصل، قال الخلفي أن الدولة ملتزمة دستوريا بحماية الجمهور الناشئ، وأفاد أن الصحفيات يشكلن 27 بالمائة من الجسم الصحفي بالمغرب، مقابل وجود حوالي خمس بالمائة من الناشرات، مشيرا إلى أن المرصد الوطني المرتقب إحداثه سيكون من مهامه أيضا القيام بالتكوين والتثقيف للمشتغلين بهذا المجال.