أكدت صحافيات من مختلف المشارب الإعلامية شاركن في يوم دراسي نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء، نظم السبت بسلا، أن تقليص الهوة الموجودة بين موقع المرأة في المجتمع وصورتها في الإعلام كفيل برفع رهان تعزيز القيادة النسائية. وأضافت هؤلاء الصحافيات، خلال هذا اللقاء المنظم حول موضوع «القيادة النسائية في المقاولة الصحافية، وكالة المغرب العربي للأنباء نموذجا» ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، أن المطلوب اليوم، للنهوض بصورة المرأة في الإعلام، ليس هو «التنميق»، ولكن على الأقل تقليص نسبة التباين بين موقعها ودورها الفعال في المجتمع وصورتها في الإعلام. وأوضحت نادية المهيدي أستاذة بالمعهد العالي الإعلام والاتصال أن المرأة «شبه غائبة» في البرامج الحوارية وحتى في «نقاشات القضايا النسائية»، مقابل حضورها القوي في الربورتاجات والتقارير الإخبارية. واعتبرت المهيدي في عرض قدمته حول «صورة المرأة في البرامج الحوارية» أن مشاركة المرأة في البرامج الحوارية بعيدة عن حمل الرأي النسائي وعن تجربتها الهامة في مختلف المجالات . وحسب هذه الأستاذة الإعلامية، فإن الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، لا يستحضر حتمية اختراق الرأي النسائي والخبرة النسائية لجميع المواضيع المطروحة وطنيا، رغم كونها بادرة استثنائية في العالم العربي. وبخصوص إكراهات وتحديات العمل الصحفي بالنسبة للمرأة، أبرزت مديرة الموقع الإلكتروني «فبراير كوم» مريم مكريم، أن هذه الإكراهات تتمثل أساسا في «صعوبة الولوج للمعلومة وفي التعرض أحيانا إلى التضليل من قبل مصادر الخبر»، إضافة إلى اتساع هامش الحرية تارة، وضيقه تارة أخرى . وبالنسبة للصحفية مكريم، فإن هيمنة العقلية الذكورية في التعامل مع المرأة الصحافية من ضمن المعيقات التي تعترض مسارها المهني ، مضيفا أن محاربة هذه العقلية رهين أساسا بتطوير المنظومة التربوية وتغيير الثقافة الشعبية. من جانبها، استعرضت مديرة أسبوعية «لوروبورتير» بهية العمراني تجربتها في المجالين الصحافي والمقاولاتي والإكراهات والمعيقات التي واجهتها طيلة مسارها المهني في منابر إعلامية وطنية ودولية. وأكدت العمراني في عرض حول «مكانة المرأة في المقاولة الصحافية» على أهمية تحلي الصحافيات بإرادة قوية لفرض وجودهن في الساحة الإعلامية و الجاهزية في ممارسة مهنة المتاعب بشغف وتفاني، وأخذ زمام المبادرة. واعتبرت أن النساء الصحافيات مطالبات ببذل مجهود مضاعف لتأكيد كفاءتهن المهنية وتحقيق النجاح. وشكلت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء مناسبة لتبادل الآراء والتجارب بين مختلف الفاعلين في الحقل الإعلامي الوقوف على مختلف الإشكاليات المرتبطة بخصوصية عمل المرأة الصحافية . ويروم هذا اللقاء إبراز إسهام صحافيات الوكالة في إشعاع هذه المؤسسة، ورفع رهان تعزيز القيادة النسائية، وكذا الوقوف عند مختلف الإشكاليات المرتبطة بخصوصية صحافة الوكالة. وبالموازاة، أوصت صحافيات وفاعلات جمعويات بضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية لرفع تمثيلية النساء في مناصب المسؤولية. ودعت المشاركات، خلال الجلسة الختامية لهذا اللقاء الذي نظم حول موضوع، «القيادة النسائية في المقاولة الصحافية، وكالة المغرب العربي للأنباء نموذجا» إلى خلق مناخ ملائم لتحقيق التوازن بين النساء والرجال في مناصب المسؤولية، مضيفات أن نسبة ولوج المرأة لمراكز القرار لازالت نسبيا ضعيفة. وشددن على ضرورة محاربة الصورة النمطية تجاه النساء وتغيير العقليات، وتحسيس المسؤولين بأن تواجد النساء على رأس الإدارات العمومية هو إحدى التحديات الراهنة. وأوصين بإشراك جميع الفاعلين (أحزاب ونقابات وجمعيات...) والمواطنين في مبادرات النهوض بأوضاع المرأة المغربية. وبخصوص واقع ورهان القيادة النسائية في وكالة المغرب العربي للأنباء ، أبرزت الصحافية فاطمة تمجردين أن (ومع) تحذوها إرادة لتحفيز الصحافيات لتولي مناصب المسؤولية والولوج إلى مراكز القرار ، إذ تعمل على إرساء ضوابط شفافة في ما يتعلق بإعادة انتشار الصحافيات والصحفيين دوليا ووطنيا والتعيين في المسؤوليات، دون أي تمييز بين الجنسين، مما فتح الباب أمام الصحافيات لتقلد مناصب المسؤولية. وذكرت أنه لأول مرة في تاريخ الوكالة تم تعيين رئيسة تحرير، والرفع من نسبة النساء القياديات مشيرة إلى أن الوكالة تعتزم تنظيم دورة تكوينية حول القيادة النسائية بهدف تطوير المهارات القيادية للصحافيات. وأكدت، في المقابل ، أن تمثيلية الصحافية من حيث العدد أو تولي مناصب المسؤولية لاتزال اليوم ضعيفة، رغم الأشواط الكبيرة التي قطعها المغرب على مستوى النهوض بحقوق المرأة، والتطور التكنولوجي الذي يتيح للمرأة إمكانات أسهل للعمل عن بعد. ومن جانبها ، أبرزت خديجة الرباح عن الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب أهمية اتخاذ تدابير تساعد المرأة على التوفيق بين حياتها الأسرية ومسارها المهني . وذكرت بأن المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية على مختلف المستويات تأتت بفضل النضال المتواصل للحركات النسائية في مختلف المناسبات الوطنية والمحافل الدولية . يشار إلى أن صحافيات من مختلف المشارب الإعلامية اللواتي شاركن في هذا اليوم دراسي أكدن أن تقليص الهوة الموجودة بين موقع المرأة في المجتمع وصورتها في الإعلام كفيل برفع رهان تعزيز القيادة النسائية. وتوخى هذا اللقاء إبراز إسهام صحافيات الوكالة في إشعاع هذه المؤسسة، ورفع رهان تعزيز القيادة النسائية، وكذا الوقوف عند مختلف الإشكاليات المرتبطة بخصوصية صحافة الوكالة. وجاء تنظيم هذا اليوم الدراسي انسجاما مع التوجه الجديد الذي تبنته الوكالة، القائم على التحديث وتعزيز آليات الحكامة والانفتاح على مختلف الفاعلين، وتحفيز الصحافيات على تولي مناصب المسؤولية والولوج إلى مراكز القرار سواء بالتحرير المركزي أو على مستوى المكاتب الجهوية والدولية للوكالة. (و.م.ع)