أدانت المحكمة الإبتدائية لمدينة “كومو” شمال إيطاليا صباح أمس (الأربعاء) خمسيني مغربي بثلاثة أشهر حبسا نافذا بسبب إرغامه ابنته على ارتداء الحجاب. واستمع قضاة المحكمة إلى إفادة الإبنة البالغة من العمر 12 سنة، والتي حكت عن معاناتها مع والدها الذي يمنعها من الخروج من المنزل بدون وضع غطاء الرأس، كما كان يصرخ في وجهها مانعا إياها من مرافقة فتيات إيطاليات. ولم تشأ الفتاة المغربية رغم معاناتها أن تهاتف الأمن نظرا لخوفها، إلا أن دورية أمنية كانت تقوم في أحد الأيام بجولة روتينية في الحي الذي تقيم به فأثار انتباهها منظر الفتاة التي كانت تبكي وهي جالسة في الشارع لوحدها. أحد عناصر الأمن الذين تأثروا لحالتها توجه نحو الفتاة وسألها عن سبب حزنها وعما إذا كانت قد تعرضت لاعتداء من قبل شخص ما، واقترح عليها مرافقتها إلى منزلها إن رغبت في ذلك، غير أن الفتاة دخلت في نوبة بكاء هستيري، وحكت للشرطي عن مشاكلها والطريقة التي يعاملها بها والدها ومنعه لها من مرافقة الفتيات الإيطاليات اللواتي يدرسن معها. حكت الفتاة ذات الأصول المغربية تفاصيل معيشها اليومي لرجل الأمن ما دفع الأخير للاتصال بالنائب العام حيث نقل له كل ما سمعه. بعد ذلك انتقلت الفتاة تحت حماية الأمن للعيش في مأوى خاص بالقاصرين بعيدا عن عائلتها، في حين استُدعي الأب للمثول أمام المحكمة والرد على كل ما حكته الفتاة للشرطة. وفي ظل اقتناع المحكمة برواية الابنة قررت إدانة الأب بثلاثة أشهر سجنا نافذا، بينما قضت بأن تعيش الفتاة في المأوى بعيدا عن أسرتها.