تعرض الكوميدي المغربي ذو الأصول اليهودية جاد المالح لانتقادات شديدة هي الأقسى في مشواره الفني، على خلفية تصريحات وتغريدات سابقة له في تويتر، اتهم عبرها بمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي. شكلت الحرب الإسرائيلية على غزة محكا حقيقيا لكثير من الفنانين والرياضيين والنجوم، لإظهار إنسانيتهم في التضامن مع الفلسطينيين أمام آلة البطش والقتل الصهيونية. وتدخل اللوبي الصهيوني أكثر ما مرة للضغط على أسماء فنية للتراجع عن مساندتهم لغزة، لكن في الجانب الآخر، أظهرت الحرب على قطاع غزة فئة من الفنانين الذين لم يستطيعوا على الأقل النأي بأنفسهم عن الصراع، وأعلنوا مساندتهم لآلة القتل الإسرائيلية. جاد المالح اضطر خلال شهر يوليوز الماضي إلى إلغاء حفل له في لبنان وتحديدا بمهرجان بيت الدين، بعد أن تعرض لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، نسبت إليه مساندته لقوات التسحال، في تغريدة له عبر تويتر. وهو ما اعتبره جانب من الإعلام الفرنسي الرسمي، حربا إعلامية قادها حزب الله على الكوميدي جاد المالح. ويتوفر جاد المالح على شعبية كبيرة في المغرب بلده الأصلي، قبل أن يهاجر إلى فرنسا ليحقق نجاحا باهرا هناك، أوصله إلى مصاهرة الأسرة المالكة في إمارة موناكو. غير أن الحرب على غزة وما رافقها من جدال بين المساندين للقضية الفلسطينية والمساندين لدولة إسرائيل في بلاد الأنوار، سيما الموقف الرسمي لفرنسا، ومساندتها غير المسبوقة لحكومة المتطرف اليميني نتانياهو، دفعت بكثيرين إلى البحث عن تصريحات لجاد المالح بهذا الخصوص. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، حوارا لجاد المالح، يتحدث فيه بكراهية كبيرة عن الكموميدي الآخر، المثير للجدل ديودوني، وصفه بمعاداة السامية، مطالبا بمحاكمته. ويعتبر الكوميدي الفرنسي من أصول كاميرونية من أشد المناهضين لسياسات إسرائيل العنصرية، وهو ما جر عليه متاعب كبيرة في دولة تقدم نفسها على أنها دولة حقوق الإنسان وحرية التعبير. ومنعت كل عروض الفنان الساخر ديودوني، جراء تطرقه في سكيتشاته لواقع الاحتلال والتهويد الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية. ويرى كثير من العرب والفرنسيين المتعاطفين مع فلسطين، أن تصريح جاد بشأن ديودوني أشد فداحة من تغريدة على تويتر تساند جيش الاحتلال الإسرائيلي، لأنه يتواطأ مع اللوبي الصهيوني في فرنسا، ضد زميل له، يتخذ من السخرية والضحك سلاحا له.